أبناء يسوع
سعدت جداً بالأمس أن أكون بين نظّارة فيلم ( أبناء يسوع ) للمخرج مزمل نظام الدين والذي عرض بمركز الجودة ضمن برامج منتدى دال الثقافي بأمسية الجمعة 6 مايو 2016. والذي – كما جاء في بوستر إعلان الفيلم – انه فيلم وثائقي عن الأقباط والتعايش السلمي.
- دونت بعض الملاحظات حول الفيلم من وجهة نظري كمشاهد فلست متخصصاً في النقد وكاتب هذا المقال لا يطرح نفسه كناقد سينمائي.
- قام بإعداد الفيلم أربعة شبان : صاحب الكاميرا : أحمد صديق، وكاتب سيناريو: عثمان نظام الدين ، أما المونيتير فهو خالد سراج، وفي حين أخرج العمل: مزمل نظام الدين. والذي أخرج من قبل فيلم ( ملكية جوبا ).
- كاميرا مزمل نظام الدين كانت من الجودة بمكان واعجبني نقاء التصوير وزاوية إلتقاط الكاميرا.
- كان أول المتحدثين دكتورمرقص والذي تحدث بإستفاضة عن نزوح الأقباط من مصر للسودان وكيف انهم لاقوا في السودان معاملة طيبة لا تفرق بينهم وبين المسلمين وعزا ذلك الأمر لأن أهل السودان يدينون بالاسلام الصوفي وأن ما طرأ على السودان من إرهاب هو أمر دخيل على إنسان هذا البلد. كما وصف بنات الأقباط بالجمال مما جعلهن ملهمات لشعراء امدرمان وغيرهم. فاستشهد مخرج ( أبناء يسوع ) بمقاطع من أغنية ( لي في المسالمة غزال ) ولكن الفيلم بهذا يكون قد وقع في خطأ يمكن ان أقول انه خطأ تاريخي غير مقصود وهو أن قصيدة ( لي في المسالمة غزال ) لم تنظم في إحدى قبطيات أمدرمان وإنما نظمت في إحدى يهوديات أمدرمان وهي السيدة عزيزة منديل.
- دكتورة ناهد فريد طوبيا – الناشطة في العمل العام وصاحبة مبادرة ( أن لن ) التي تناهض مسألة الخفاض أو الختان أو ما يتعارف عليه حسب منظمة الصحة: التشويه الجنسي للإناث - ورغم أنها من طائفة الأرسوذكس وهي غير طائفة الأقباط الكالثوليكية غير أنها ظهرت في الفيلم الوثائقي في إفادات كثيرة تتحدث عن المجتمع السوداني الذي احتوى طائفة الأقباط بكل سلاسة.
- البابا فيلو ساوث فرج تحدث عن التعايش السلمي بين الأقباط والمسلمين في السودان
- نقل الفيلم مشاهد من كنيسة الشهيدين تضمنت مناسبة رسمية تلاقى فيها الدكتور حسن مكي وغيره من الشخصيات المحسوبة على التيار المتأسلم في السودان ( سواء كان تيار سياسي كالمؤتمر الوطني أو توجه شعبي من المهوسين دينياً) وكان لقاء كادر الفيلم بهذه المناسبة الرسمية من باب الصدفة كما علمت من مؤلف وكاتب سيناريو الفيلم: عثمان نظام الدين.
- خلى الفيلم من مشاهد تصويرية في امدرمان حيث يمثل حي المسالمة مركز ثقل لطائفة الأقباط في السودان. وهذا الحي وما جاوره من أحياء مثل حي العرب، حي العمدة وحي الركابية وفي حي المظاهر أيضاً يشكل مثال للتعايش السلمي الذي يوثق له هذا الفيلم وكان إجابات مخرج الفيلم: مزمل نظام الدين على هذا السؤال بأن السبب يعزى لتخوف وممانعة بقية الكنائس التصوير أو التحدث في هذا الشأن الذي يتناوله الفيلم محور المقال. وأنهم وجود تعاوناً كبيراً من قبل الأب فيلو ساوث فرج مما اتاح لهم التصوير في كنيسة الشهدين تحديداً.
- ساد في المكان جو من التسامح والحميمية وإن شئت جو متعافى وصحي، حيث عكس الفيلم حالة التعايش السلمي بين المختلفين دينياً داخل السودان، وعزز من هذا المناخ مداخلات النظّارة وكان أولهم الكاتب الفاتح جبرا - صاحب العامود الصحفي ( ساخر سبيل ) الذي يحظى بنسبة متابعة عالية من القراء مما حدا بالكاتب أن يجمع هذه الكتابات في اكثر من كتاب – تحدث الفاتح جبرا عن تجربته حيث أوضح أنه متزوج من قبطية جدها يسمى بولس وهو الذي أنشأ في امدرمان خلوة لتحفيظ القرآن الكريم والتي سماها الأمدرمانيون بخلوة بولس.
- كان مداخلتي عبارة عن أمنية أن يكتمل هذا المشروع بزيارة أقباط أمدرمان وذكرت أسماء بعينها مثل دكتور جميل كامل لاوس وعم ميلاد وعم شفيق ( رحمه الله ) ووصفتهم بأهلنا الأقباط لأني أراهم في احزانننا ونحن ندفع موتانا بمقابر السيد البكري أو بمقابر أحمد شرفي، وقيل لي – والعهدة على الراوي - أن عم شقيق عندما يأتي في المقابر كان يرفع يديه ويقرأ فاتحة الكتاب سراً.
- ومما يحكي أيضاً من قصص التسامح التي تثير العجب، أن أحد اقباط أمدرمان قام بحملة لجمع تبرعات لإنشاء مئذنة لجامع امدرمان الكبير الموجود في سوق أمدرمان. وسبب حملته تلك أنه اعترض على أن يخلو الجامع من المئذنة. وقصص اخرى كثيرة عن معايدات في الاحتفالات الدينية بين المسلمين والأقباط وكذلك الهنود
مزمل الباقر
6 مايو 2016م
الخرطوم بحري
- دونت بعض الملاحظات حول الفيلم من وجهة نظري كمشاهد فلست متخصصاً في النقد وكاتب هذا المقال لا يطرح نفسه كناقد سينمائي.
- قام بإعداد الفيلم أربعة شبان : صاحب الكاميرا : أحمد صديق، وكاتب سيناريو: عثمان نظام الدين ، أما المونيتير فهو خالد سراج، وفي حين أخرج العمل: مزمل نظام الدين. والذي أخرج من قبل فيلم ( ملكية جوبا ).
- كاميرا مزمل نظام الدين كانت من الجودة بمكان واعجبني نقاء التصوير وزاوية إلتقاط الكاميرا.
- كان أول المتحدثين دكتورمرقص والذي تحدث بإستفاضة عن نزوح الأقباط من مصر للسودان وكيف انهم لاقوا في السودان معاملة طيبة لا تفرق بينهم وبين المسلمين وعزا ذلك الأمر لأن أهل السودان يدينون بالاسلام الصوفي وأن ما طرأ على السودان من إرهاب هو أمر دخيل على إنسان هذا البلد. كما وصف بنات الأقباط بالجمال مما جعلهن ملهمات لشعراء امدرمان وغيرهم. فاستشهد مخرج ( أبناء يسوع ) بمقاطع من أغنية ( لي في المسالمة غزال ) ولكن الفيلم بهذا يكون قد وقع في خطأ يمكن ان أقول انه خطأ تاريخي غير مقصود وهو أن قصيدة ( لي في المسالمة غزال ) لم تنظم في إحدى قبطيات أمدرمان وإنما نظمت في إحدى يهوديات أمدرمان وهي السيدة عزيزة منديل.
- دكتورة ناهد فريد طوبيا – الناشطة في العمل العام وصاحبة مبادرة ( أن لن ) التي تناهض مسألة الخفاض أو الختان أو ما يتعارف عليه حسب منظمة الصحة: التشويه الجنسي للإناث - ورغم أنها من طائفة الأرسوذكس وهي غير طائفة الأقباط الكالثوليكية غير أنها ظهرت في الفيلم الوثائقي في إفادات كثيرة تتحدث عن المجتمع السوداني الذي احتوى طائفة الأقباط بكل سلاسة.
- البابا فيلو ساوث فرج تحدث عن التعايش السلمي بين الأقباط والمسلمين في السودان
- نقل الفيلم مشاهد من كنيسة الشهيدين تضمنت مناسبة رسمية تلاقى فيها الدكتور حسن مكي وغيره من الشخصيات المحسوبة على التيار المتأسلم في السودان ( سواء كان تيار سياسي كالمؤتمر الوطني أو توجه شعبي من المهوسين دينياً) وكان لقاء كادر الفيلم بهذه المناسبة الرسمية من باب الصدفة كما علمت من مؤلف وكاتب سيناريو الفيلم: عثمان نظام الدين.
- خلى الفيلم من مشاهد تصويرية في امدرمان حيث يمثل حي المسالمة مركز ثقل لطائفة الأقباط في السودان. وهذا الحي وما جاوره من أحياء مثل حي العرب، حي العمدة وحي الركابية وفي حي المظاهر أيضاً يشكل مثال للتعايش السلمي الذي يوثق له هذا الفيلم وكان إجابات مخرج الفيلم: مزمل نظام الدين على هذا السؤال بأن السبب يعزى لتخوف وممانعة بقية الكنائس التصوير أو التحدث في هذا الشأن الذي يتناوله الفيلم محور المقال. وأنهم وجود تعاوناً كبيراً من قبل الأب فيلو ساوث فرج مما اتاح لهم التصوير في كنيسة الشهدين تحديداً.
- ساد في المكان جو من التسامح والحميمية وإن شئت جو متعافى وصحي، حيث عكس الفيلم حالة التعايش السلمي بين المختلفين دينياً داخل السودان، وعزز من هذا المناخ مداخلات النظّارة وكان أولهم الكاتب الفاتح جبرا - صاحب العامود الصحفي ( ساخر سبيل ) الذي يحظى بنسبة متابعة عالية من القراء مما حدا بالكاتب أن يجمع هذه الكتابات في اكثر من كتاب – تحدث الفاتح جبرا عن تجربته حيث أوضح أنه متزوج من قبطية جدها يسمى بولس وهو الذي أنشأ في امدرمان خلوة لتحفيظ القرآن الكريم والتي سماها الأمدرمانيون بخلوة بولس.
- كان مداخلتي عبارة عن أمنية أن يكتمل هذا المشروع بزيارة أقباط أمدرمان وذكرت أسماء بعينها مثل دكتور جميل كامل لاوس وعم ميلاد وعم شفيق ( رحمه الله ) ووصفتهم بأهلنا الأقباط لأني أراهم في احزانننا ونحن ندفع موتانا بمقابر السيد البكري أو بمقابر أحمد شرفي، وقيل لي – والعهدة على الراوي - أن عم شقيق عندما يأتي في المقابر كان يرفع يديه ويقرأ فاتحة الكتاب سراً.
- ومما يحكي أيضاً من قصص التسامح التي تثير العجب، أن أحد اقباط أمدرمان قام بحملة لجمع تبرعات لإنشاء مئذنة لجامع امدرمان الكبير الموجود في سوق أمدرمان. وسبب حملته تلك أنه اعترض على أن يخلو الجامع من المئذنة. وقصص اخرى كثيرة عن معايدات في الاحتفالات الدينية بين المسلمين والأقباط وكذلك الهنود
مزمل الباقر
6 مايو 2016م
الخرطوم بحري
Comments