قلم حمرة .. أو ( ورد ) التي اعتقلت (1-5)

مشهد علوي لأقدم مدينة في العالم – كما يقول التاريخ – وأعني بها حاضرة الجمهورية العربية السورية: دمشق وعلى الركن الأيمن من شاشة المشاهدة كتب بالخط الأحمر: دمشق 2010م. وعلى خلفية المشهد وطوال مشاهد الحلقة الأولى وما يلي من حلقات يأتينا حديث النفس لرواية المسلسل وهو صوت الفنانة: سلافة معمار على كل حال.

لكن ما بالي احكي عن الحلقات قبل أن أحكي عن الحلقة الأولى فتعالوا معي القراء الاعزاء نجلس قبالة شاشة المشاهدة ولنصغي جيداً لصوت الراوية – التي سأنقل جميع ما قالته في الحلقات الأولى دون أي محاولة مني لاختصار الحديث فهو شيق على كل حال:

(( إذا كنت ناوي تتابع المسلسل من شان تعرف شو بدو يصير في الأخير، فرح أخبرك من هلا إنو: بآخر حلقة بالمسلسل ، رح يكون الكل مبسوط .. فجأة رح تعرف كل الشخصيات شو بدا ! .. ورح تحس بكتير من الرضا، وكمان فجأة رح تروح كل الهموم، رح يتزوجو اللي كانو حابين بعض، ويا اللي متزوجين وكارهين عيشتم رح يحبوها لعيشتم بعد ما يكتشفو إكسير السعادة ... ما بعرف كيف!!!

(( رح يروح الوجع ، ورح يعيشو الحياة اللي دايماً حلمم انم يعيشوها. وتصير ببساطة حقيقة، طبعاً كلو فجأة.

(( لأنو هادا مسلسل ، يعني انت اللي قاعد هلا قدام التلفزيون وعم إتابع، عندك أحد حلين: يا تطفي .. أو تنقل على محطة تانية. أو تشوف آخر هادا الحكي .. شو!! ما أنت أكيد من ضمن الأشخاص اللي حياتم كتير ظريفة .. على ما يبدو ....هه .. ولا .. شنو؟

(( بصراحة لو كان عندك أي شيء .. أحسن من هادا المسلسل، ما كنت قاعد هلا ومالل قدام التلفزيون . كان عندك شي تاني تعملو، بجوز المواساة الوحيدة اللي فيني . اقدملك إياها ، هي انو انت مو لوحدك يا اللي قاعد ومتسمر قدام الشاشة.. هلا.

(( آسفة على كل هادا اللؤم .. بس عملياً كل ما زاد عددكم انتو المتفرجين، كل ما انطلب مني اكتب مسلسلات للتلفزيون .. طبعاً كل المهن فيها هادا اللؤم، يعني وما احلى طبيب الأورام، يتمنى انو ما حدا يصير معو ورم. أو محامي يتمنى انو ما حدا يتخانق مع التاني، يعني بهي الحالة بتطلع مهنتي كتييير كول .. ما ؟!!! ههه.

(( هه ... بعتقد انك لساتك محافظ على هاي المحطة، غريب انك ما نقلت .. بس لوين بدك تنقل، على الأخبار ؟!!!!.. بعتقد .. مليت .... حتى الخبر العاجل ما عاد عاجل.... ع شي غنية؟.. ممكن!. أو ع مسلسل تاني؟. كمان.. بجوز! .. طبعا لازم هلا .. تكون فكرت بكل الأشياء الفجائية، يا اللي راح تشوفا بالمسلسل التاني. كمان ممكن تطفي التلفزيون وتروح تفتح البراد أو الانترنت أو كتاب أو تحكي حديث مالو طعمة مع شريكك بالحياة.


(( نسيت أخبرك إنو اسمي ورد، بشتغل كاتبة سيناريو، متزوجة وعندي ولد عمرو خمس سنين، عمري ستة وتلاتين سنة. كان عندي أحلام كتيرة، من ضمنها إني أكون عازفة بيز، أو راقصة تانقو بفرقة، أو حتى راقصة شرقية
هههههه.. بس طبعاً بخجل أقول هادا الحديث!.أ و إني أكون ببساطة مراسلة حربية .. شوفتلي البساطة!!.
(
( كان اليوم من المفترض اني اموت بحادث سير او بسرطان او بتفجير مثلاً... لا .. كان يفترض اني اموت لأنو ببساطة في حدا زت تلفزيون فوق مني وأنا ماشة.... لوين كنت ماشة؟ .. أنا هلا رايحة ع حفل توقيع كتاب .. طبعاً ما رح اقرا الكتاب. بس رح اشتريه بكل الأحوال وغالباً الشيء الوحيد اللي رح اقراه، هي الكلمات البلا طعمة اللي رح يكتبن لي رفيقي، لقاء تلات وخمسين ليرة حق كتابو. اسمو: بارفان.

(( طبعاً بعتقد انو ما حدا زت علي التلفزيون، بس بالعموم أنا كان شعوري انو التلفزيون رح يقتلني. طبعاً قبلا رايحة أجيب إبني من المدرسة .. المدرسة البدخل ولادك إلا .. م شان ينضمو للقطيع .. احذف اخر جملة من المشهد .. صادمة كتير.

(( طبعاً من الطفولة لازم تخبر ولادك عن كل افلام الرعب. تبع الخطف والدعس والفعس. ولا تعمل .. ولا تساوي، ولا تمشي تحت المطر .. بتمرض. وإذا غطست بالبحر بتغرق. وإذا اكلت بدون ما تغسل إيديك بتروح فيا. يعني لابين ما يصير عمرو طمنطاش، بكون - ويا فرحتك – مستوعب كامل العقد النفسية. وأكيد ما عندك .. خيار تاني، بجوز .. عندك .. بعتقد كل الحق .. ع شجرة المعرفة.

(( ما بعرف .. أد إيه صار لي قاعدة هوون! .. بعد فترة بتبطل تعرف أي تفصيل عن الزمن. عن الوقت ... . انا .. ورد ... رح ضل اعيد هاالاسم .. مشان ما انسى حالي
انا .. ورد ... اعتقلت من الشارع بآذار ألفين وطلطاش ..... لازم اتذكر التاريخ .. ما بعرف ليش! بس لازم ... المشكلة إني ما كنت بعرف شو كان اليوم! .. بتذكر الشهر ... كان لازم اذكر رقم اليوم. متل ما كان لازم اتذكر انا بأي فرع نسيت ........
ارقام .. انت اليوم .. رقم
كنازح .. رقم
كميت .. رقم
كمعتقل .. رقم
انت .. رقم. ومعتقل .. برقم.. اتخيل؟!!!. ومشان ما اتحول لرقم حتى بيني وبين حالي، حأكتب المسلسل اللي انت عم تشوفو هلا. بدي شي يخلي عقلي يشتغل بس مو اكتر، شي يخليني اعرف كيف؟ وليش وصلنا لهوون؟!! ... هوون رح اكتب المسلسل ، اللي راح ينتهي نهاية سعيدة. بس انت حتصدقا يا ترى؟!!!.

(( بجوز تقول لي إنو هادا المسلسل، مبلش بجنازة وعرس!. بقللك انو الدنيا هيك. النهاية ممكن تكون بداية.. المشكلة بكل الحكايا ، إنو دايما بنهولك ياها : بتزوج الأمير والأميرة .. وبينسو يخبروك شو صار بعد عشرة سنين من زواجهم )).


- أواصل بإذن الله -



مزمل الباقر 


Comments