زين في حضرة عبقري الرواية العربية


- حينما يرى هذا المقال النور، أكون في طريقي لحضور تحقيق حلم انتظرته أربعة عشر عاماً وهو تدشين (ابنتي الأولى) مجموعتي القصصية التي عنونتها بإحدى قصص المجموعة نفسها : تضاريس النزوح الأخير.

- ما بين وصول مجموعتي القصصية وتدشينها وما بين قاعة الشارقة بشارع الجامعة بتاريخ الخميس 14 أبريل 2016 وقاعة الصداقة بشارع النيل بتاريخ الأربعاء 17 فبراير 2016. مرت كثير من المياه تحت الجسور وحلت أحداث محل احداث
واستجدت تطورات لأحداث .. الخ الخ. وبقيت عدداً من الملاحظات والذكريات عالقة بالذهن سأسردها لكم تباعاً دون ترتيب زمني محدد.


- في صباح الأربعاء 17 فبراير 2016م كنت في طريقي لمقابلة الناشر / نور الهدى محمد نور الهدى - بعد عودته من القاهرة مشاركاً في معرض الكتاب الذي اختتمت فعالياته في الاسبوع الأول من شهر فبراير 2016م بشأن يتعلق بمخاض
مولدي الأول " المجموعة القصصية التي تحمل عنوان: تضاريس النزوح الأخير " - عندما كان الوفد الإماراتي وعدد من كبار الشخصيات السودانية تغادر القاعة الرئاسية - لمبنى قاعة الصداقة الكائن بمدينة الخرطوم يفصله عن جزيرة توتي نهر
النيل العظيم - بعد أن فرغت للتو من مشاهدة فعاليات المعرض المصاحب للدورة السادسة لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي والذي درجت شركة زين ( السودان ) على إقامته بيومي 17 و18 من شهر فبراير من كل عام تخليداً لذكرى
عبقري الرواية العربية ليشكل تظاهرة فريدة من نوعها بالسودان وعرس يحتفي بها عدد كبير من المثقفين داخل وخارج السودان.

- عندما عدت من الناشر بشارع عثمان دقنة – عربة الأمجاد التي أقلتني من إحدى البوابات الرئيسية لقاعة الصداقة والتي تطل على نهر النيل العظيم – محمل بثلاثة نسخ هي من أصل خمس نسخة احضرها الناشر مع غيرها من اصدارات دار عزة
لهذا العام كنموذج أو كوفد مقدمة إن شئت .


- حررت الإهداء الأول من أول نسخة استلمتها لصديقتي التي طلبت مني أن تحصل على أول نسخة من تضاريس النزوح الأخير موقعة بخطي، وكانت الثانية لي أما النسخة الثالثة والأخيرة فقد أهديتها للدكتور محمد المنسي قنديل بعد أن أخبرته بإني أقرأ
له منذ حداثة سني عبر مجلة العربي الكويتية والتي شكلت مع مجلاتنا المحلية للأطفال ( الصبيان، الباحث الصغير ، صباح والجيل ) ومع قريناتها ( ميكي، سمير وماجد ) وكتب الأطفال ( قصص الأنبياء لمحمد عطية الإبراشي ) والمكتبة الخضراء
لمحمد عطية الإبراشي وغيرها .. شكلت هذه النصوص الارتباط الطفولي بالكتاب والمجلة وكان مصدرها خالي إبراهيم موسى.


- القاعة الرئاسية لقاعة الصداقة احتشدت بالمهتمين بالثقافة من داخل وخارج البلاد وكان للجهد المبذول من أولئك الذين نسميهم بالجنود المجهولين خلف الكواليس الدور العظيم في جعل القاعة تتألق عروساً في ليلتها.


- تفاجأت بأن الكاتبة الأردنية سميحة خريس قد درست مرحلتها الثانوية والجامعية ( جامعة القاهرة فرع الخرطوم ) بالسودان، وأن أول من ساعدها وجعل مجموعتها القصصية الأولى ترى النور وهي مازالت بعد طالبة في الجامعة هو استاذ الأجيال
الكاتب السوداني: بشير محمد سعيد والذي أسس مع استاذنا الصحافي: محجوب محمد صالح ، مؤسسة الأيام للصحافة والنشر وذلك حديث آخر كما يقول صاحب مدينة من تراب.


- الدكتور يوسف رزوقة كعادة مثقفي أهل المغرب العربي جمع بين التواضع والاعتداد بالنفس وسعدت كثيراً بالحديث مع باللغة الفرنسية مما جعله يتسأل في استغراب : هل انت سوداني؟ فأجبته بنعم. لعلمه أن السودان كان يرزح تحت الاستعمار
الإنجليزي وليس الفرنسي. وكان ورقته بعنوان ( بين المثقف والسلطة .. هنا والآن: سؤال البحث عن شرعية وجود ).


- بروفسير عبد الله علي إبراهيم كعادته كان خفيف الظل ولماع وهو يحدثنا عن (الابداع والسلطة والضحك الهدام).

- كانت ورقة (العلاقة بين المبدع والسلطة – الشاعر أمل دنقل "نموذجاً" ) للدكتورة سلوى عثمان أحمد محمد من الأوراق المدرجة ضمن جدول فعاليات الجائزة ولكن تم حذفها لأسباب تتعلق بالقائمين على الجائزة أنفسهم.


- بحديث الأكاديمي الفطن قدم الدكتور إدريس سالم الحسن ورقة بعنوان ( المثقف والسلطة: المأزق الوجودي للمثقف/ في عالم متغير "مقدمات في سبيل محاولة الفهم" ).


- لم يتمكن الاستاذ محمد عوض عبوش من الحضور لتقديم ورقته التي كان عنوانها ( الإبداع والسلطة وتجلياته في أعمال المبدعين) . فقرئت نيابة عنه.


- الدكتور محمد المنسي قنديل حدثنا في ( المبدع والسلطة – قراءة في تجربتي الروائية ) وفي شهاداته في اليوم التالي 18 فبراير 2016م كذلك عن بعض روائعه الأدبية مبتدأ سردته عن ( قمر على سمرقند ) التي جعلته يسافر إلى أوزبكستان
ليحكي لنا عن ( نور الله )، وتجربته الأخيرة زمنياً ( كتيبة سوداء) التي هي رواية تاريخية لفترة ( شبه مجهولة من تاريخ مصر والسودان سوياً، وهي تجربة " الأورطة " المصرية السودانية التي ذهبت للحرب في المكسيك للمحاربة بجانب فرنسا،
معاونة القوى المستعمرة في إخضاع بلد آخر، مغامرة عسكرية لا يمكن فهمها بالمقاييس المعاصرة). "محمد المنسي قنديل : المبدع والسلطة – قراءة في تجربة الروائية – ص 9 "


- جاء ليترأس الجلسة الأولى في اليوم التالي 18 فبراير 2016م بقميص ( أبيض ، نصف كم ، بخطوط عريضة رأسية زرقاء ) وبصندل في قدميه وبنطال جينز كحلي وبملامح شديدة الشبه بأبيه الذي يلقب بالعميد يوسف بدري، وأنا ارتاح كثيراً
لهيئة بروفسير قاسم بدري، الذي سرني كثيراً في زحمة البذلات الكاملة في نهار خرطومي حار.


- دكتورة/ انتصار صغيرون في إدارتها لإحدى جلسات فعالية جائزة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي تعاملت مع الحضور كتعاملها مع طلبته في كلية الآداب بجامعة الخرطوم فأشارت إليهم بحزم أن يلتزموا الصمت عند تحدث من بالمنصة من
المتحدثين. وقد نجحت إلى حدٍ كبير في ذلك.


- كان لكورال كلية الموسيقى والدراما – جامعة السودان للعلوم والتكنولجيا لمسته الجميلة بقيادة المايسترو الصافي مهدي.


- الفيلم الوثائقي الذي عرض في اليوم الأول 17 فبراير 2016م عن الجائزة محور الفعالية وفيلم تكريم بروفسير يوسف فضل في ختام الفعالية نفسها جعل الحضور تصفق إعجابناً لذلك لكاميرا المبدع الذي وقف من خلف كل هذا التوثيق وهو
المخرج المخضرم: سيف الدولة الملثم.


- سعدت كثيراً لفوز صديقي محمد مصطفى بشار بالمركز الثالث للرواية، بعد أن شارك في فعالية جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الروائي برواية ( تجليات يعقوب الفينيق ).

- شط بعد الحضور في اسئلته ومداخلاته وحمل شركة زين السودان فوق مالا تطيق وبعضهم انتهز الفرصة فصب جام غضبه على حكومة السودان الحالية لأنها لا تلقي بالاً للثقافة والأدب والفنون.


- بنهاية الفعالية التي استمرت يومين خرجت من القاعة الرئاسية لقاعة الصداقة وفي معيتي صور ( سيلفي ) مع عدد من الأدباء والأكاديميين والصحفيين والاصدقاء وكلمات شكر وتشجيع من قبل الروائي والكاتب محمد المنسي قنديل ووعود قطعتها
على نفسي بأن أهدي نسخ من مجموعتي القصصية لأفراد بعينهم وحصرته في قائمة وقد فعلت بعد شهر من الفعالية الثقافية محور المقال، فتعرف الكثيرين في زمن وجيز على ابنتي الأولى والتي سميتها : تضاريس النزوح الأخير.




مزمل الباقر
أمدرمان في 14 أبريل 2016م


Comments