قلم حمرة .. أو ( ورد ) التي اعتقلت (5-5)

بمثابة خاتمة:

وبعد ... ثمة ملاحظات قبل أن اسردها يتوجب علي أن اعترف بأنني كلما اردت ان اكتب عن الدراما السورية - كما كتبت سابقاً عن مسلسل: سنعود بعد قليل – أجدني أفشل في أن أكون محايداً بالدرجة الكاملة فأنا من معجبي الدراما السورية – بشئ من التعميم – وشهادتي بتفردها هي شهادة مجروحة على كل حال .. ملاحظاتي هي بالدرجة الأولى ملاحظة مشاهد يحسن متابعة الأعمال الدارمية السورية وليست بملاحظات ناقد متخصص درس النقد بطريقته الأكاديمية.

- لو جاز لي إلحاق لقب أو لعله مسمى او مصطلح ( الكوميديا السوداء ) على هذا المسلسل. فمرد ذلك انه رغم قتامة الأحداث والسحنة السوداء التي تحملها الشخصيات غير أن قلم الكاتبة يم مشهدي جعل شخوص عملها يحترفون السخرية اللاذعة وكذلك كاميرا
المخرج حاتم علي إضافة للروح المرحة للممثلة دينا الرديني التي جاءت مشاركتها للعمل إضافة نوعية نسبة للتلقائية التي تجيدها أمام عدسة الكاميرا.


- يحدث كثيراً إن لم يكن دائماً أن ينسى المشاهد في اثناء متابعته لحلقة من حلقات ( قلم حمرة ) ينسى انه يشاهد دراما ليست حقيقية ويعتقد أنه امام بث مباشر للأحداث ومرد ذلك لتقمص الممثلين للشخصيات بدرجة التماهي.


- لمح العمل لمسألة القوميات وما تعانيه الأقليات من خلال شخصية ( فراس ) الكردي وأكد على الجانب الآخر على مسألة التسامح الديني من جانب آخر من خلال شخصية ( هيفاء ) التي تعيش وسط اصدقائها وصديقاتها المسلمين وتزوجها من شخص يتخلف
عنها في الديانة.


- تعرض العمل للعنف الواقع على المرأة من خلال وضع المطلقة في المجتمع الشرقي وما تتعرض له من ضغوط ومضايقات. كما تعرض للاستغلال الجنسي للمرأة من خلال تعرض احدى ابطال العمل ( لينا ) للتحرش. وتعرض الشخصية الرئيسية للعمل ( ورد )
للاغتصاب مرتين من خلال زميل دراستها وصديقها ( حازم ) وهما تحت تأثير السكر. وكذلك اثناء تواجدها في المعتقل. كما تعرض كذلك لمحنة المرأة المثقفة في المجتمع الشرقي من خلال ( ورد ) أيضاً.


- تعرض العمل أيضاً للوضع السوري الراهن دون الإيغال في التفاصيل المزعجة والمؤلمة لما يتعرض له الشعب السوري في ظل نظام الأسد.


- في رأي أن تواجد شخصية مثلية الجنس في العمل لم يكن ليخدم العمل، وجاء بمثابة لزوم ما لا يلزم. اعتقد انه لكي تحكي عن واقع متفسخ أو واقع غير صحي – إن شئت – لا يتوجب عليك أن تجعله كامل السوء فوجود ثمة بقعة بيضاء في كل هذا السواد لا يضير. وستظل بقعة بيضاء قد تزداد مساحة أو قد تختفي.. مجرد بقعة ليس إلا.



مزمل الباقر

أمدرمان في 25 أكتوبر 2014م 


Comments