في حضرة الجميل: محمد المكي إبراهيم ..
يعلمنا الحزن والجرح
أن الذي فات .. لا يستعاد
وأن الحداد ..هو الزمن المنقضي بين
ميلاد حزن .. وموت حداد
وأن الكهولة .. في القلب
كالريح .. في العشب
لا أحد يبصر الريح
لا أحد يمنع العشب أن يتماوج فيها
يعلمنا الجرح أن خير .. الليالي
مضت دون أن يطلع الفجر فيها
وأن الأماني إذ نشتهيها
تعلقنا من سراويلنا في ..الفضاء
وأن اللواتي تولين عنا وضيعننا كن ...... خير النساء
( محمد المكي إبراهم - كذلك نفتح للحزن)
بمنتصف نهار الثلاثاء الرابع من شهر نوفمبر للعام 2014م وشمس الشتاء تعلن عن حضورها ذلك الكثيف اكتظت جنبات قاعة اتحاد المصارف بشارع الجمهورية الخرطومي أكد الحشد الكبير من مختلف الاعمار نساء ورجال شابات وشباب وربما اطفال أن شاعر (أمتي) و(بعض الرحيق أنا والبرتقال انت) أكد ذلك الحشد الكريم أن الأديب محمد المكي ابراهيم لازال بشعره ومقالاته يحتل مكاناً مرموقاً في وجدان الأمة السودانية التي لازالت تحفل بالمبدعين في مجال الكتابة بمعناها الواسع وما ينتجونه من كتب في ظل ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي التي كادت ان تدق آخر اسفين في نعش الكتاب بشكله التقليدي.
ابتدر الأديب: بروفسير محمد المهدي بشرى أولى الشهادات بالإشارة إلى اسهام المحتفى به في مدرسة الغابة والصحراء ( وهي مدرسة أدبية نشأت في السودان في بدايات القرن الماضي والغابة والصحراء إشارة للثقافة العربية والإفريقية للسودان بحدود 1956م) ثم تطرق إلى استذكار الشاعر وزميل دراسته وصديقة الدكتور محمد عبد الحي استذكار هؤلاء الطالبان – حينئذ – بداخلية كسلا لكتب اس. تي. إليوت. واختتم محمد المهدي بشرى شهادة بالتطرق إلى مشاركة الشاعر في احداث ثورة اكتوبر 1964م كطالب بجامعة ا لخرطوم وكشاعر روى عن ثورة اكتوبر في ديوانه (امتي) وقد تواضعت الشريحة المثقفة من الشعب السوداني إلى تسمية تلك القصائد بالأكتوبريات في إشارة لثورة اكتوبر نفسها، ولأن شاعر افريقيا الأول الموسيقار: محمد وردي كان قد تغنى بإحدى تلك القصائد ولعلها من اشهر من كتبه الشاعر عن اكتوبر والتي ابتدرها بـــ :
بأسمك الأخضر يا اكتوبر الأرض تغنى
والحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمني
كان لابد أن تختتم هذه الفعالية بذات الأغنية ولكن بمشاركة الفنان عاطف عبد الحي.
كان الشاعر عبد الله شابو هو ثاني المدلين بشهادتهم – إن جاز لي التعبير - وهو صديق شخصي للشاعر تحدث عن بعض ذكرياته مع محمد المكي ابراهيم.
القى الشاعر الواثق يونس قصيدة الشاعر محمد المكي ابراهيم والتي تحدث فيها عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتي عنونها بـــ ( مدينتك الهدى والنور ).
تحدث الناقد مجذوب عيدروس عن اسهامات محمد المكي ابراهيم في الحركة الشعرية والثقافية السودانية. ثم القى الشاعر إلياس فتح الرحمن واحدة من أشهر قصائد الشاعر محمد المكي ابراهيم وهي قصيدة ( بعض الرحيق أنا والبرتقالة انت). ليلقى بعدها الشاعر نادر جماع قصيدة الشاعر محمد المكي ابراهيم ( كذلك نفتح للحزن ).
اعتلى اربعة نقاد المنصة ليقدموا ملخصاً لدراساتهم عن أدب المحتفى به فتحدث في البداية الاستاذ أواب أحمد المصباح عن دراسته التي عنونها بــ ( قراءات في كتاب الفكر السوداني أصوله وتطوره )، ثم تحدث الاستاذ أسامة تاج السر عن دراسته ( محمد المكي بين الصورة النفسية والفنية ).
ثالث المشاركات النقدية كانت من الاستاذ عماد محمد بابكر بعنوان ( الغربة والترحال في شعر محمد المكي .. براعة الصورة وحسن التوظيف ). ولخص الشاعر أبوبكر الجنيد دراسته النقدية والتي اوضح انه كان بصدد جعلها عن محمد مفتاح الفيتوري ومحمد المكي إبراهيم ولكنه اختزلها ها هنا عن الشاعر محمد المكي ابراهيم وجاءت دراسة ابوبكر الجنيد بعنوان ( تجليات الوطن في شعر محمد المكي ).
ألقى الشاعر عالم عباس واحدة من اجمل قصائد محمد المكي ابراهيم قبل أن يتحدث المحتفى به نفسه في حديث شيق عن بعض ذكرياته مع عبد الله شابو ومع بروفسير محمد ابراهيم كبج ( الذي كان من بين الحضور ) قبل أن يختم حديثه بالتعقيب على جميع المشاركات التي جاءت عبر المنصة.
ثمة ملاحظات:
وبعد ...
كنت في حضرة من أهوى وكدت والحضور أن نكون حذاء الحافر بالحافر فنفعل فعلة درويش محمد مفتاح الفتيوري في تجواله
( في حضرة أهوى
عبث بي الأشواق
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي وطبولي الآفاق
عشقي يفن عشقي وفناي استغراق)
" محمد الفيتوري- معزوة لدرويش متجول"
غير أن ثمة ملاحظات عن الندوة وأعني هنا بما تعارف عليه في اللغة العربية بأن ذكر المحل وأراد الحال – إن جاز لي التشبيه – :
- الخلفية التي علقت خلف المنصة لتخبر بالفعالية كانت متخفمة بثلاثة شخصيات من العيار الثقيل والتي كان لها الفضل بالتعريف بالسودان أدبياً فقد جاءت كلمات الخلفية كالتالي:
جامعة الخرطوم
معهد البروفسير عبد الله الطيب للغة العربية
بالتعاون مع مجلس أمناء جازة الطيب صالح للإبداع الكتابي
ندوة العلامة عبد الله الطيب رقم "373" برعاية زين
" كل الرحيق"
في حضرة الشاعر والأديب الكبير محمد المكي إبراهيم
- محمد المكي ابراهيم شخصية لطيفة دائم الابتسام إلا ان اعترضه شئ جعله ابتسامة تزول لتعود بعد زوال المؤثر. وله من التواضع نصيب كبير فقد شاهده قبل بداية الفعالية قد وزع مصافحته على عدد من معارفه واصدقائه مبتدراً تلك المصافحة بصديقه بروفسير محمد ابراهيم كبج ( ومصافحتنا نحن السودانيين لاصدقائنا من الجنسين تكون بالعناق الطويل وسؤال الحال عن الأهل) كما ان رأيت الشاعر يقوم لتحية كل من صافحه وإلتزم بأن يحي كل من ترجل عن المنصة ليشكره على ما قال في حقه او حق أدبه.
- نسحب صفة التواضع التي يتسم بها محمد المكي ابراهيم على صديقه ورفيق دربه الشاعر الاستاذ عبد الله شابو والتي تحدث بكل بساطة عن ذكرياته مع المحتفى به
- تمنيت ( وكم من أمل مر الخداع ) على حد تعبير الشاعر: ابراهيم ناجي في قصيدته ( الوداع ) واتي تغنى بها الفنان السوداني: زيدان ابراهيم ( أو العندليب الاسمر كما نلقبه في السودان ). وهذا حديث آخر تمنيت ان تضم الفعالية فقرة يلقي الشاعر محمد المكي ابراهيم قصيدته الجديدة ( قتل الجنجويد غزالي) بصوته ولكن لا بأس أن اختم بها مقالي هذا التي تشرف بالحديث عن فعالية محمد المكي ابراهيم كما تشرف صاحب هذا المقال بلقاء الشاعر والحديث إليه والتقاط بعض الصورة التذكارية في معيته وفي معية آخرين. يقول محمد المكي ابراهيم:
(( قال لي فارس الجنجويد:
هاتها
قلت: إسورتي؟
قال لي: هاتها
كنت وحدي
كنت خائفة
والمخيم كان بعيداً
والبنات اختفين وراء السياج
وأصبحت وحدي
قلت:
خذها
وبسطت يدي
سطع البرق من يده،
ورأيت يدي وهي تسقط في الرمل هامدةً
ورأيت غزالاً يولي
ودم أحمر يصبغ الرمل حولي
قال لي فارس الجنجويد:
أرفعيها )).
مزمل الباقر
الخرطوم في 4نوفمبر2014م
أن الذي فات .. لا يستعاد
وأن الحداد ..هو الزمن المنقضي بين
ميلاد حزن .. وموت حداد
وأن الكهولة .. في القلب
كالريح .. في العشب
لا أحد يبصر الريح
لا أحد يمنع العشب أن يتماوج فيها
يعلمنا الجرح أن خير .. الليالي
مضت دون أن يطلع الفجر فيها
وأن الأماني إذ نشتهيها
تعلقنا من سراويلنا في ..الفضاء
وأن اللواتي تولين عنا وضيعننا كن ...... خير النساء
( محمد المكي إبراهم - كذلك نفتح للحزن)
بمنتصف نهار الثلاثاء الرابع من شهر نوفمبر للعام 2014م وشمس الشتاء تعلن عن حضورها ذلك الكثيف اكتظت جنبات قاعة اتحاد المصارف بشارع الجمهورية الخرطومي أكد الحشد الكبير من مختلف الاعمار نساء ورجال شابات وشباب وربما اطفال أن شاعر (أمتي) و(بعض الرحيق أنا والبرتقال انت) أكد ذلك الحشد الكريم أن الأديب محمد المكي ابراهيم لازال بشعره ومقالاته يحتل مكاناً مرموقاً في وجدان الأمة السودانية التي لازالت تحفل بالمبدعين في مجال الكتابة بمعناها الواسع وما ينتجونه من كتب في ظل ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي التي كادت ان تدق آخر اسفين في نعش الكتاب بشكله التقليدي.
ابتدر الأديب: بروفسير محمد المهدي بشرى أولى الشهادات بالإشارة إلى اسهام المحتفى به في مدرسة الغابة والصحراء ( وهي مدرسة أدبية نشأت في السودان في بدايات القرن الماضي والغابة والصحراء إشارة للثقافة العربية والإفريقية للسودان بحدود 1956م) ثم تطرق إلى استذكار الشاعر وزميل دراسته وصديقة الدكتور محمد عبد الحي استذكار هؤلاء الطالبان – حينئذ – بداخلية كسلا لكتب اس. تي. إليوت. واختتم محمد المهدي بشرى شهادة بالتطرق إلى مشاركة الشاعر في احداث ثورة اكتوبر 1964م كطالب بجامعة ا لخرطوم وكشاعر روى عن ثورة اكتوبر في ديوانه (امتي) وقد تواضعت الشريحة المثقفة من الشعب السوداني إلى تسمية تلك القصائد بالأكتوبريات في إشارة لثورة اكتوبر نفسها، ولأن شاعر افريقيا الأول الموسيقار: محمد وردي كان قد تغنى بإحدى تلك القصائد ولعلها من اشهر من كتبه الشاعر عن اكتوبر والتي ابتدرها بـــ :
بأسمك الأخضر يا اكتوبر الأرض تغنى
والحقول اشتعلت قمحاً ووعداً وتمني
كان لابد أن تختتم هذه الفعالية بذات الأغنية ولكن بمشاركة الفنان عاطف عبد الحي.
كان الشاعر عبد الله شابو هو ثاني المدلين بشهادتهم – إن جاز لي التعبير - وهو صديق شخصي للشاعر تحدث عن بعض ذكرياته مع محمد المكي ابراهيم.
القى الشاعر الواثق يونس قصيدة الشاعر محمد المكي ابراهيم والتي تحدث فيها عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتي عنونها بـــ ( مدينتك الهدى والنور ).
تحدث الناقد مجذوب عيدروس عن اسهامات محمد المكي ابراهيم في الحركة الشعرية والثقافية السودانية. ثم القى الشاعر إلياس فتح الرحمن واحدة من أشهر قصائد الشاعر محمد المكي ابراهيم وهي قصيدة ( بعض الرحيق أنا والبرتقالة انت). ليلقى بعدها الشاعر نادر جماع قصيدة الشاعر محمد المكي ابراهيم ( كذلك نفتح للحزن ).
اعتلى اربعة نقاد المنصة ليقدموا ملخصاً لدراساتهم عن أدب المحتفى به فتحدث في البداية الاستاذ أواب أحمد المصباح عن دراسته التي عنونها بــ ( قراءات في كتاب الفكر السوداني أصوله وتطوره )، ثم تحدث الاستاذ أسامة تاج السر عن دراسته ( محمد المكي بين الصورة النفسية والفنية ).
ثالث المشاركات النقدية كانت من الاستاذ عماد محمد بابكر بعنوان ( الغربة والترحال في شعر محمد المكي .. براعة الصورة وحسن التوظيف ). ولخص الشاعر أبوبكر الجنيد دراسته النقدية والتي اوضح انه كان بصدد جعلها عن محمد مفتاح الفيتوري ومحمد المكي إبراهيم ولكنه اختزلها ها هنا عن الشاعر محمد المكي ابراهيم وجاءت دراسة ابوبكر الجنيد بعنوان ( تجليات الوطن في شعر محمد المكي ).
ألقى الشاعر عالم عباس واحدة من اجمل قصائد محمد المكي ابراهيم قبل أن يتحدث المحتفى به نفسه في حديث شيق عن بعض ذكرياته مع عبد الله شابو ومع بروفسير محمد ابراهيم كبج ( الذي كان من بين الحضور ) قبل أن يختم حديثه بالتعقيب على جميع المشاركات التي جاءت عبر المنصة.
ثمة ملاحظات:
وبعد ...
كنت في حضرة من أهوى وكدت والحضور أن نكون حذاء الحافر بالحافر فنفعل فعلة درويش محمد مفتاح الفتيوري في تجواله
( في حضرة أهوى
عبث بي الأشواق
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي وطبولي الآفاق
عشقي يفن عشقي وفناي استغراق)
" محمد الفيتوري- معزوة لدرويش متجول"
غير أن ثمة ملاحظات عن الندوة وأعني هنا بما تعارف عليه في اللغة العربية بأن ذكر المحل وأراد الحال – إن جاز لي التشبيه – :
- الخلفية التي علقت خلف المنصة لتخبر بالفعالية كانت متخفمة بثلاثة شخصيات من العيار الثقيل والتي كان لها الفضل بالتعريف بالسودان أدبياً فقد جاءت كلمات الخلفية كالتالي:
جامعة الخرطوم
معهد البروفسير عبد الله الطيب للغة العربية
بالتعاون مع مجلس أمناء جازة الطيب صالح للإبداع الكتابي
ندوة العلامة عبد الله الطيب رقم "373" برعاية زين
" كل الرحيق"
في حضرة الشاعر والأديب الكبير محمد المكي إبراهيم
- محمد المكي ابراهيم شخصية لطيفة دائم الابتسام إلا ان اعترضه شئ جعله ابتسامة تزول لتعود بعد زوال المؤثر. وله من التواضع نصيب كبير فقد شاهده قبل بداية الفعالية قد وزع مصافحته على عدد من معارفه واصدقائه مبتدراً تلك المصافحة بصديقه بروفسير محمد ابراهيم كبج ( ومصافحتنا نحن السودانيين لاصدقائنا من الجنسين تكون بالعناق الطويل وسؤال الحال عن الأهل) كما ان رأيت الشاعر يقوم لتحية كل من صافحه وإلتزم بأن يحي كل من ترجل عن المنصة ليشكره على ما قال في حقه او حق أدبه.
- نسحب صفة التواضع التي يتسم بها محمد المكي ابراهيم على صديقه ورفيق دربه الشاعر الاستاذ عبد الله شابو والتي تحدث بكل بساطة عن ذكرياته مع المحتفى به
- تمنيت ( وكم من أمل مر الخداع ) على حد تعبير الشاعر: ابراهيم ناجي في قصيدته ( الوداع ) واتي تغنى بها الفنان السوداني: زيدان ابراهيم ( أو العندليب الاسمر كما نلقبه في السودان ). وهذا حديث آخر تمنيت ان تضم الفعالية فقرة يلقي الشاعر محمد المكي ابراهيم قصيدته الجديدة ( قتل الجنجويد غزالي) بصوته ولكن لا بأس أن اختم بها مقالي هذا التي تشرف بالحديث عن فعالية محمد المكي ابراهيم كما تشرف صاحب هذا المقال بلقاء الشاعر والحديث إليه والتقاط بعض الصورة التذكارية في معيته وفي معية آخرين. يقول محمد المكي ابراهيم:
(( قال لي فارس الجنجويد:
هاتها
قلت: إسورتي؟
قال لي: هاتها
كنت وحدي
كنت خائفة
والمخيم كان بعيداً
والبنات اختفين وراء السياج
وأصبحت وحدي
قلت:
خذها
وبسطت يدي
سطع البرق من يده،
ورأيت يدي وهي تسقط في الرمل هامدةً
ورأيت غزالاً يولي
ودم أحمر يصبغ الرمل حولي
قال لي فارس الجنجويد:
أرفعيها )).
مزمل الباقر
الخرطوم في 4نوفمبر2014م
نشر بموقع الحوار المتمدن - العدد ( 4625 ) بتاريخ 5 نوفمبر 2014م بالرابط التالي:-
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=440219
Comments