قلم حمرة .. أو ( ورد ) التي اعتقلت (5-3)

كوتيكس لورد أو بديعة:

( شو هاد!!! .. هلا وقتا كمان .. إن إجيت مصيبة وإن ما إجيت مصيبة!!.. هلا شو بدي أعمل؟ .. أكيد ما حيجيبولي كوتيكس.. لو إني بسن اليأس ما كان أحسن؟! .. كزابة!!! ما كان أحسن!.. طيب الإنسانة القديمة شو كانت تعمل؟ .. الإنسانة القديمة كانت إنسانة أكتر منا .. على الأقليلة ما كان في معتقل وقتا.. طلعت معك ضريبة الكوتيكس هي المعتقل!.. كـأنو كلما ازددنا مدنية .. لازم نزيد دموية!! ..ولك خلا تنظري.. إنتي عم تحكي مع حالك إكتير!!!.. صح .. بتدنا كوتيكس .. بدنا .. بدنا .. بدنا ) وتطرق (ورد) بقبضتها – التي لا زالت بأناملها بعض بقايا دم الدورة الشهرية _ تطرق بقبضتها باب الزنزانة عل السجان يزيح رتاج النافذة الحديدة مستفسراً بغضب عن سبب الطرق العنيف على باب زنزانة الحبس الإنفرادي ويعينها في ظرفها الإنساني الحرج!.

( وليش ما بدك تبكي، عاملة حالك قوية على مين.. هلا؟ مافي غيرك هوون، بجوز أنا بكيت يوجعك رأسك ومافي مسكن!. ...... الإنسان القديم ...... معناتا صار لي هوون تقريباً عشرين يوم، إلا إذا كانت مخربطة.. هههههه الرزنامة الجديدة لا تقويم شمسي ولا قمري .. تقويم بنون النسوة).
ثم تعاود ( ورد ) الطرق مجدداً – بعد أن أكملت كالعادة حديث النفس - على باب زنزانة الحبس الإنفرادي.


تيم .. المكتئب:

ونذهب مع كاميرا المخرج حاتم علي، لنلتقي بأبطال آخرين للعمل وهم متخمين أيضاً بالمشاكل الإسرية. حيث نتعرف عن قرب على شخصية تيم ( عابد فهد ) الطبيب النفسي الذي يفشل في إخراج نفسه من كأبته الشخصية بعد أن توفيت زوجه فنجده معزولاً في شقته يقتات السجائر ويحتسي القهوة.

ورد .. ومحنتها الإنسانية مجدداً:

نعود مع كاميرا حاتم علي لنجد (ورد ) في زنزانة حبسها الإنفرادي قد مزقت فانيلتها الداخلية وأعملت فيها بأسنانها لتحيلها إلى مناديل وأثناء تخلق المناديل بين يديها وتحورها من فانيلة داخلية إلى مناديل قطنية. كان حديث النفس يدور بين جنبات صدرها ( بس على بالي بدي أعرف .. نحنا على شو كنا عم نكتئب .. يعني ليه كنا تعيسين.. كان عنا كوتيكس .. طيب!! .. هههه .. بيدكون حرية .. إنو مشان الله يرجع كل شي متل ما كان.. مشان شنو؟ .. مشان كوتيكس!! .. تعرفي إنك جنيتي.. ما؟ )

وطالما أن الحديث قد قادنا للحبس الإنفرادي، فإن حبس (ورد) لم يعد إنفرادياً بعد ان ألحق حاتم علي بكادر مشهده بطلة جديدة للمسلسل في حلقته الثانية، وهي معتقلة جديدة يدفع بها السجان لداخل النزنزانة ونراها بأعين ورد التي نال منها الإعيان الشيء الكثير فيبدو وجه النزيلة الجديدة ضبابياً ثم تتضح الرؤيا لنا – نحن المشاهدين – بعيني ورد التي تراها فتاة ربما في نفس قامتها وعمرها وترتدي بنطال الجينز مثلها وإن اختلفت عنها في غطاء الرأس الذي غطى معظم شعر رأسها.


هيفاء الأم .. والأب كذلك:

هيفاء ( كاريس بشار ) تزوجت وهي قاصر أو ربما في الثامنة عشر. تعيش دون زوج ولها منه إبناً مراهقاً في الثانوية وإبنه في الجامعة محبة للحياة ( دانا مارديني ). تملك مطعماً بدمشق. يتقاطع عيد الأم مع عيد النيروز فتود ان تشهد احتفال صديقها الكردي وزميلها بالجامعة ( فراس) مع اصدقائه وصديقاته بعيد النيروز في القامشلي فتأتي الجهات الشرطية أو لعلها الأمن فتفض الاحتفال وتعتقل صديقها فراس. فتهرب لحيث المنزل المستأجر من قبل فراس واصدقائه الطلاب فتخبرهم بما صار فيدور حديث طويل بين اربعتهم ( اصدقاء فراس الثلاثة وزميلتهم بالجامعة) حول حقوق الأقلية الكردية واضطاد النظام السوري لإرثها التاريخي والثقافي والحضاري.

كاتب السيناريو .. التعس:

يشك كاتب السيناريو ( رامي حنا ) في صديقه الذي مضى لتشييعه في المقابر بأن كان على علاقة بزوجته ( ديما الجندي ) قبل وفاته وذلك بعد أن تلقى مكالمة من زوجة صديقه تخبره بأن زوجها المرحوم كان يخونها مع زوجة فيحكي قصته لصديقته (ورد) أثناء تواجدهما والآخرين بمعطعم هيفاء في حفل خطوبة ابنه. يخبر ورد بتعاسه وسخرية لاذعة كيف أنه قد هجر زوجته وكيف أن الحيرة تعتمل في صدره ليس لما فعلته زوجته ولا لأن صديقه قد خانه، ولكن الحيرة لديه مكمنها أنه حينما تلقى الخبر لم يشعر بغضب أو غيرة و( لا إشي ) على حد تعبيره !!!.

الأستاذ الحائر:

جارته تحيك شباكها حوله معتقدة انه يبادلها حباً بحب ومرد ذلك أنه يقوم بتوصيلها بعربته كل يوم لتلك البناية التي تقع فيها شقتيهما المتجاورتين. غير أن الاستاذ ( أحمد الأحمد ) لا يكن لها سوى مشاعر الود فهو شخصية ودودة على كل حال. يتخلف عن موعده مع الاستاذة في مطعم هيفاء ( صديقة الأخيرة ) ليلحق بعزاء الصديق المشترك ومن ثم يغير وجهته بعد انتهاء مراسم التشييع ليذهب لصديقه الطبيب المكتئب الذي يقتات السجائر ويحتسي القهوة في محاولة منه لانتزاع الأخير من جب الإكتئاب. ولكنه يكتشف هناك حينما يقضي ليلته لدى صديقه أن هنالك ثمة وميض في دهليز كآبته، فالمخرج المشهور يسترق النظر من خلال نافذته لجارته التي ترقص في بعض أوقاتها ( نتكشف – نحن المشاهدين – لاحقاً أن الجارة هي ورد نفسها حينما يأتي الصديق الثالث كاتب السيناريو التعيس لزيارة صديقه ويكتشف بالصدفة أن من يسترق إليها النظر هي ورد صديقته وزميلته السابقة بالكلية الجامعية)

جلال شموط .. الزوج فائض القيمة:

( بلا لون بلا طعم ومافيك تتخلى عنو بأي شكل. ببساطة هو الزوج، الرفيقة، ابنك أو بنتك أي آخر بخطر على بالك هو مي بلا لون بلا طعمة لأنو بصير بمر عادي بحياتك بس بيرويك ما بتحس بوجودو، بتصير بتشربو اوتوماتيك، تعطش بتروح على الحنفية ما بتفكر بكل مرة رايح فيها على الحنفية بالنعمة الانتا فيها بس وقت اللي بنتقطع عنك بتعرف أد إي انت بمشكلة.

( وطبعاً المي ممكن تتحول لشيء رومانسي كتير مطر وانت عم تمشي تحتا مع حد بتحبو مع إنك بتعرف إنك رح تقضي بالفرشة بعدا كم يوم مع حرارة غير شكل بس بتكون ما عم تفكر تماماً متل وكت اللي بتروح على الحنفية وانت ما بتفكر..... وممكن تتكون المي لشيء تاني تماماً .. شيء يمعطك كلك بس مع هيك ما فيك تخلا عنا ) هكذا حدث (ورد) نفسها وهي تستحم تحت الدش ولعلها تعني بحديثها هذا زوجها ( جلال شموط ) الذي اصبحت علاقته بزوجته فاترة ومنفصلين دون طلاق اعتاد على عبارة ورد ( نحنا ليش لهلا لساتنا باقيين مع بعض )!!.

صبا .. أخوان مسلمين أم فرد أمن يتبع للنظام السوري أم ماذا؟:

( طبعاً أنا هلا خايفة منا ومفكرتا أمن، وهي ح تكون مفكرتي أمن وكيك كلو خايف من كلو وأحلى نكتة انو نحنا قاعدين بالأمن طب من شو خايفين يعني شو بيدو يصير بعتقلوني!) وتضحك بسخرية بعد أن تكمل حديثها للنفس فتثير فزع صبأ التي كانت تجاور ورد بشكل الفيزيائي وتبعد عنها وجدانياً حيث أن فكرها كانت في مكان آخر خارج اسوار هذه الزنزانة.

( مع اني ما بعرف مين هي .. هي أمن أم شخص يؤمن!!.. او صبأ أو اسم تاني هي حاسه انو انا وهي في نفس الخندق معتبرة إني عم أدافع عن شيء مالو علاقة بالشء اللي بتنادي فيها، حريتا البدى ياها أد إيس بتشبه حريتي البدي إيها .. شو ما كانت تكون، وجودا بهي اللحظة بيعطيني أمان وأمان ياللي أمان .. صحي من وين جاية : أمان يالليل أمان .. معقول يكون قصدهم فيها .. ههه الأمان زاتو ..... ).
بنهاية حديث ورد لنفسها والذي تعودنا عليه – نحن المشاهدين – طوال متابعتنا لمسلسل ( قلم حمرة ) بنهاية حديثها يدخل التتر لواجهة الشاشة التلفزيونية معلناً نهاية هذه الحلقة من المسلسل, وأجدني أحمل قلمي معلناً – إن جاز لي أن اعلن – نهاية هذه الحلقة من المقال.





- أواصل بإذن الله –


مزمل الباقر


Comments