لبنى عصام .. مشروع الجدة الذي لم يفشل بعد


 سليمة ) زولة عندها متلازمة داون .. 
أمها لمن ولدتها وجابوها ليها مسكتها حضنتها وأدتها للمرضة قالت ليها: "دي ما بتي" .. 
أهممم شي الحضن ده .. 
موضوع "ما بتي" ده إتواصل لحد ما ( سليمة ) بقت زولة عمر إتناشر .. 
عشان يلقو ليها مدرسة قصة .. 
فـــ ( سليمة ) ما إتلعمت لأنها لمّن مشت المدرسة الحكومية العادية البنات إتريقو عليها .. 
( سليمة ) زولة خدومة شديد .. أي زول يرسلها تترسل ليهو .. أي زول يكورك تجيهو جارية 
ود جيرانهم اسمو (جاد الكريم ) كل ما يشوفها قلبو يتقطع عليها .. 
(جاد الكريم) ده شغال عسكري .. 
بس ما نوع العساكر البهرشو وللا يخمخو الناس ولا يشيلو حق الغلابة .. 


( داو ن وأشياء أخرى : ص: " 6 – 7 " )



في التراث الشعبي ولعلني اعزم أن في الذاكرة الجمعية لعدد كبير من المجتمعات الإقليمية والمحلية وربما العالمية. تكون الجدة ( أو الحبوبة كما نسميها في السودان ) مصدر للحكايات ولإحاجي ما قبل النوم والصندوق السحري – وليس الصندوق الأسود – الذي يحتفظ بالحكم والأمثال الشعبية وبلغة الأعلام ربما تمثل الجدة ذاكرة الأمة. 

يزعم كاتب هذا المقال أن صاحبة الكلمات أعلاه والتي أشار لمصدرها بداون واشياء أخرى والتي هي الحكاية الأولى من ضمن خمس ( حكاوي سودانية ) يزعم كاتب المقال أن كاتبة هذه الإصدارة والأصدارة التي قبلها والتي حملت نفس الاسم وستأتي من بعدها أصدارتين لتكتمل الأجزاء الأربعة التي كانت تكتبها عبر موقع التواصل الاجتماعي الأشهر( فيسبوك ). 

حسناً بإيجاز ودون إطناب أزعم ان الكاتبة لبنى عصام هي مشروع جدة لم يفشل بعد. وشاهدي في ذلك كتابها الذي بين يدي والذي كتبت على غلافه الخلفي هذه الكلمات: ((

- أطفال مرضى متلازمة داوون ( المنغوليين ) زي ما ينادوهم كتااار في المجتمع، هل قادرين يتعامل المجتمع يتعاملو مع الناس بدون ما ينعتوهم بنعوت ويقللو منهم؟ أحساسيسهم ومشاكلهم وأحلامهم شنو؟ ..

- الأخطاء الطبية البقت شماعة ممكن يتعلق عليها موت زول عديل وممكن فعلاً تكون أخطاء، هل ممكن نتكلم بدون ما الناس تنفعل؟ نعرض البحصل عشان نختو قدامنا ونشوفو؟ .. 

- الاغتصاب ما بين إنو نسترو ونغطغطو والبت غلطانة حتى لو كانت طرشاء أو من ذوي الاعاقات أياً كانت، وما بين إنو الأم والأب يقيفو فيهو ويطالبو بقصاص المرتكب لجريمة زي دي مهما كان وضعو الاجتماعي. 

- الزواج المتعدد وأسبابه وتقبل الطرف الثاني ليهو ولو في أولاد التقبل ح يكون كيف .. والزواج العرفي البقى في فترة موضة كدة وبقى يختفي ويجي راجع .. 

- المخدرات البقت ماشة جاية بين فئات كتيرة وإنتشرت .. 

- الحب والانتظار الممكن تكون نهايتو إنَو الناس ما تعرس عشان الأسر ما رضيانة .. عشان القبيلة وللا الحزب وللا الجهوية .. 

- الجزء الثاني من حكاوي سودانية بنحاول يعرض مشاكل بقت ماشة ومتغلغلة يمكن مسكوت عنها ويمكن لا .. 

- كدي أقلبو الغلاف بهناك وأفتحوهو وتعالو أحجيكم بوجع ناس كتار )). 

لبنى عصام ( زووم إن ) 

- الإعلامية وإخصائية الحاسوب / لبنى بنت عصام محمد عبد الماجد 
- استقبلتها العالم مع فرحة والديها مع بدر يناير 1980
- تخرجت في إبتدائية ومتوسطة رفاعة، وثانوية المجلس الإفريقي بالخرطوم. 
- من حملة درجات البكالوريوس في نظم المعلومات، والدبلوم والبكالوريوس في الإعلام تخصص الاتصال الجماهيري من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وماجستير إدارة الأعمال من أكاديمية السودان للعلوم. 
- عملت مع هيئات التدريس والبحث العلمي في عدد من الجامعات السودانية والعربية. 
- كاتبة فطنة وصحفية يشار إليها بالبنان مع كوكبة من الصحف السيارة وثلة من المنارات الإخبارية وجمهرة من المنصات الإعلامية. 
- مدونة إجتماعية ومفكرة ثقافية تطل من على منابر عدة مواقع للتواصل الاجتماعي من بينها الفيسبوك وتويتر وانستغرام وإيمو. 
- عضوة فعالة في عدة منتديات أثيرية ونواد ثقافية ومتاحف عملية ومنظمات إلكترونية 
- عضوة ملهمة في منظمات المجتمع المدني والجمعيات الطوعية والجماعات ا لتطوعية والمنظمات والثقافة التربوية والتثقيف الإعلامي. 
- عضوة مؤسسة ونشظة ومؤثرة في عدة محافل لروابط وجمعيات ثقافية داخل الوطن وخارجه. 
- كاتبة لعدة رواية ومؤلفة لقصص قصيرة في الفضاءات الإسفيرية والإفتراضية. 
- مخرجة إعلامية وكاتبة سيناريو لأفلام قصيرة تناقش القضايا المجتمعية كالتوحد وكفالة اليتيم والتربية والتعليم.

هكذا عرف بها الناشر نور الهدى محمد نور الهدى صاحب دار عزة للنشر والتوزيع والذي قام بنشر الجزء الأولى من ( حكاوي سودانية ) والذي حوى مثل كتابها الثاني خمس حكايات كانت الحكاية الأولى ( معتز وحلا ) ، والثانية ( زولة اسمها هالة ) والثالثة ( أحلام وواقع ) والرابعة ( خيال افتراضي ) أما الخامسة ( واتساب وفيس ووسائل اسفيرية ). 

في حين صدرت الطبعة الثالثة من الجزء الأولى من ( حكاوية سودانية ) في هذا العام، صدر كتابها الثاني أو لعله جزئها الثانية من ( حكاوي سودانية ) التي ترويها لبنى عصام ولكن المرة عن ليس عن دار عزة بل عن موقع ( أمازون ) الشهير و
Create space.com ويحوي الجزء الثاني ( داون وأشياء أخرى )، و ( دنيا ) ، ( قصة عادية ) ، ( لمحة من حياة أربعة بنات ) والحكاية الخامسة ( توحد ). 


مقدمة تصر عليها

(( هي مقدمتي في الجزء الأول من الحكاوي أعيد كتابتها هنا .. 
لا أحب المقدمات في القصص، رغم هذا وجدتني مضطرة لكتابة مقدمة لابد منها، أرجو من القارئ إن كان مثلي أن يتجاوز هذه المقدمة تماماً ويعتبر أنها لم تكن وينتقل للحكاية الأولى . بعد تفكير بين السطر والسابق والحالي أرجو من القارئ أن يقرأ 
المقدمة هي كلها بعض أسطر أخرى. 
مجموعة الحكايات هذه صور من واقع مرير، مؤلم، قاسي، موجع يتنفسه كثيرون في مجموعة من البيوت بصورة أو بأخرى، كتبتها من خلال مدونة حكايات سودانية وإرتأيت أن أجمعها كما هي بلا تنسيق أو محاولة جعلها كتاباً ورقياً جيداً أو تنميط 
ودونما حتى محاولة تنقيح ..
العديد منها هو مساحة ومتنفس لتكملة الحكاية وسط الردود للمتابعين، إعتبروها "ونسة" لكم كما هي دون تنقيح بلهجتنا السودانية العربية القحة التي بها كتبتها وبها أحب أن أكتب .. 
لا مزيد لدي هنا، فقط أقلب الصفحة وأبدؤوا أولى الحكايات .. 
هكذا كتبت في الطبعة الأولى، وهكذا أكتبها مرة أخرى فهي دعوة لتقرأوا بعضاً من وجعٍ يدعى إنسانية الإنسان في وطني..)).


بمثابة خاتمة: 

وبعد ... 

حاولت أن استعرض الجزء الثاني من ( حكاوي سودانية ) للكاتبة لبنى عصام لكنني وجدت أنني سأحتاج إلى ادراج اقتباسات وربما ( تناقص ) بلغة المثقفين فوجدت أنني سأنقل كل صفحات الكتاب في مقالٍ مطول جداً وذلك ضرب من المستحيل وربما أقع تحت طائلة محكمة الملكية الفكرية .. غير أنني أردت أن ألقي بعض الضوء على هذه النقلة النوعية في مسيرة الكتابة السودانية المنشورة منذ أن عرفناها في مجلة ( الفجر ) التي حرررها الكاتب عرفات محمد عبد الله إبان الحكم التركي في السودان أو كما يطلق عليها عدد من السودانيين ( التركية السابقة ) وحتى آخر مقال لكاتب أو كاتبة سودانية ينشر في هذه اللحظات التي اكتب فيها هذا المقال. 

كنت ولا زلت معجب باعتزاز أهل مصر الشقيقة بدارجيتهم وتأثرت كثيراً – لكنه تأثر إيجابي – باستماعي لحوار مع المفكر المصري سعد الدين إبراهيم وحوارات للمفكر المصري سيد القمني وللأديب صنع الله إبراهيم وللكاتب محمد المنسي قنديل فوجدت حديثهم مثل حديث رجل الشارع المصري في وسط البلد بعابدين وباب الخلق والسيدة زينب. ونظرت لعدد من مثقفي بلادي فوجدتهم يعلون من شأن التحدث بالعربية الفصيحة أمام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ثم نظرت إلى من حولي من الصديقات والأصدقاء والأهل والمعارف وزملاء العمل والدراسة فوجدت أن عدداً لا يستهان به منهم يستنكرون تحاوري بالعامية السودانية ويرون أن المثقف لابد أن يكون له لغة الخاصة فلابد أن يكون كما يكتب كما يتحدث. ولأن لي رأياً مغايراً ورسالة أو لعله هدفاً احسبه هدفاً سامياً من ضمن اهداف أخرى وهو التعريف بعاميتي السودانية وهي عامية الخرطوم بمدنها الثلاث وبتعبير أهل الإعلام هي العامية المثقفة. لعلني كما إني معجب بإعتزاز أهل مصر بعامياتهم ( فكما يعلم كثيرون أن عامية القاهرة تختلف اختلاف درجة عن عامية بورسعيد وتختلف العاميتين عن عامية صعيد مصر ) فيحق علي أن أعتز وأفتخر بتجربة بنت بلادي الكاتبة لبنى عصام ومشروعها في الكتابة والتحاور أمام وسائل الإعلام بشتى اشكالها بعامية أهل الخرطوم وهم جماع لقبائل مختلفة من بقاع السودان المختلفة إضافة لمن كان يسكن في تلك البقعة ( ولاية الخرطوم ) من قديم الزمان. هؤلاء ومن ساكنهم من أقباط ويهود ومصريين وهنود وشوام ويمنيين وأغاريق منذ قدوم المستعمر هم من شكلوا تلك العامية والتي جمعت فيما جمعت كلمات هي من اللغة النوبية ومن اللغة الفرنسية بعد أن تمصرنت – إن جاز لي التعبير – ثم الحقت بها كلمات إنجليزية تسودنت ... فتأمل. 


مزمل الباقر 
أمدرمان في 16 ابريل 2016م 

Comments