أنا استاهل.. فعلاً ( البباري الجداد بودنو الكوشة)
أنا استاهل.. فعلاً
( البباري الجداد بودنو الكوشة)
بالأمس كتبت العنوان أعلاه كتغريدة بحسابي على تويتر وهي
تلخيص لتجربتي مع المجلس الأعلى للمصفنات الأدبية والفنية بالسودان، وقبل ان احكي
القصة من بدايتها لابد لي من ان القي مزيداً من التوضيح على المثل الشعبي أعلاه!.
فالجداد هو الدجاج والكوشة هي مكب النفايات وسقط المتاع، ويباري ان يتابع وبودنو
أي يقدنه.
المثل يستخدم
عادة للتدليل على تحسر قائله من تنازله ومسايرة شخص ما أو جهة ما – رغم تحفظه عليه
او عليها – لأجل غرضٍ ما أو مصلحةٍ ما. ولكنه ينتهي لنهاية كان يخشاها مسبقاً (
بودنو الكوشة) أي يقدنه لمكب القمامة كما اشرت سابقاً.
قبل ان ادلف إلى الحكاية اود ان أؤكد أن الجهة المقصودة
في هذا المثل وبشيء من التفصيل ( الجداد) و(الكوشة) هو ( لجنة التقييم) و(المجلس
الأعلى للمصنفات الأدبية والفنية) ولا علاقة للصديقة التي اقترحت علي الحصول على
رقم ايداع بإدراجي لهذا المثل!.
بداية الحكاية أن سودانية مقيمة مع زوجها بإحدى
الدول الأوربية قد اعجبت بتغريداتي ذات المفردات السودانية وفيما بعد اعجبت بما انشر من كتابات، فعمدت إلى صداقتي اسفيرياً
_ إن جاز لي التعبير - ثم إنها سألتني عن سبب
عدم جمعي لقصصي القصيرة ونشرها في كتاب، فأوضحت لها الاسباب، فاقترحت علي أن انشر لدى
دار بعينها، كانت قد تعاملت معها من قبل، واوضحت لي أن شرط النشر لدى تلكم الدار أن
اتحصل على رقم ايداع أي ان اسجل مجموعتي القصصية لدى مجلس المصنفات الأدبية والفنية.
بمدينة امدرمان يقع مقر مبنى المجلس الأعلى للمصنفات
الأدبية والفنية - والتابع لوزارة الثقافة والشباب والرياضة – وجغرافياً يقع
المبنى إلى جهة الشرق من مسرح الفنون الشعبية وإلى الغرب من مباني الإذاعة
السودانية وإلى الجنوب الشرقي من سجن الساير ( على حسب التسمية التاريخية ). والذي
اصبح فيما بعد يعرف بسجن النساء أو (
دار التائبات ) والتسمية الأخيرة تنتمي إلى أهل المشروع الحضاري. وسيجد القارئ/ة
ارتباط بين مبنى السجن ومبنى المصنفات الأدبية والفكرية بعد قراءة هذا المقال!.
بتاريخ الثاني من أبريل للعام 2013م دخلت على مكتب خاص
بحقوق المؤلف حيث يعمد إلى تسجيل المصنف في حالة اكتفاء صاحب/ة العمل بتوثيق حقه
الأدبي. أو تسجيل المصنف ومن ثم عرضه على لجنة التقييم في حالة رغبته في النشر. أي
أن تقييم العمل الأدبي أو الفني مرتبط بنشره، ولا يتم تقييم العمل إذا اراد صاحبه
حفظ حقه بتسجيله فقط. هذا ما علمته من إحدى موظفات المبنى. لكن ما حدث لي من قبل
هذه المؤسسة مغاير تماماً لما ذكر لي مسبقاً.
اشار علي موظف آخر بأن ادفع الرسوم بالخزينة وأعود إليه
مجدداً، فلما فعلت اخبرني بأن اعاود المجلس بعد اسبوعين لأن هنالك مدير جديد - وربما
قوانين جديدة للمجلس - سيأتي خلال قادم الايام ولذلك فإن استخراج شهادات التسجيل
متوقف حتى تتم عملية استبدال مدير بآخر. ونظراً لإنشغالي بامتحانات تتعلق بدارستي
للغة الفرنسية فقد عاودتهم بعد شهرين!!.
وجدت تلك الموظفة التي تحدثت إليها في المرة الأولى في
مكان آخر بالمبنى فأعلمتني انه قد تم نقلها من المكتب. حيتني بحرارة وأوضحت لي ان
شهادة التسجيل خاصتي من المفترض ان تكون قد صدرت عن المجلس وبإمكاني ان استفسر
عنها من ( فلان الفلاني ) أو ( فلانة الفلانية).
وغير أني عدت إليها بعد ساعة فسألتني: إن شاء الله تكون استلمت الشهادة؟.
فاخبرتها انني لم اسلم اي شهادة وعوضاً عن ذلك استلمت ملاحظات تتعلق بالعمل رغم
انني لا اود نشره بل تسجيله فقط. ولكن ادارة المجلس اخضعت عملي للجنة للتقيم !!.
فلما اطلعت الموظفة على نتيجة التقييم التي كتبها المحكم ( فلان الفلاني) اقترحت
علي بأن اهاتفه لاناقشه فيما كتب بما انني مقتنع بما كتبت. فسردت لها في اقتضاب
سبب تسجيلي للمصنف واخبرتها انني لن اعود مجدداً لهذا المبنى فتمنت لي التوفيق بعد
ان اعادت على اسماعي مقترحها بشيء من التحسر: والله كان تضرب ليهو وتستفسر منو؟.
بتاريخ الثاني من مايو 2013م اي بعد شهر من تقديم عملي
للمجلس قام ( ....... ) بتقييم مجموعتي القصصية. ذاكراً في سبع ملاحظات وثماني
نقاط ما اعتمل في صدره إثر قراءته لمجموعتي رغم انني لن انشرها ومن البديهي
والمعروف للمرتبطين بحرفة الادب ان تسجيل المصنف لا يخضع للجنة تقييم وإنما هو
اجراء لحفظ الحق الأدبي ليس إلا ولكن إن اراد صاحب/ة المصنف نشر العمل سيعرض على
لجنة تقييم. ولكن ما حدث لي وربما لغيري من غير المحسوبين على المشروع الحضاري أو
على النظام بشيء من التعميم كان مغايراً للعرف المهني واعتقد انها محاولة لتكميم
الافواه او لتدجين اصحابها إن شئت!!.
تفنيد ملاحظات المحكم ( ع.أ.):
كتب السيد ( ع.أ.) في ملاحظته الأولى: ( بالرغم من أن
الكاتب يقول ( قصص قصيرة) إلا أن الكتاب يحتوي على قصص وخواطر كانت أولها قصة أم
رماد استعمل فيها وفي عموم الكتاب لغة دارجة تستوقف استطراد القاريء أحياناً
وتحتاج إلى حاشية أسفل الصفحة توضح ذلك مثل: ( أبصلأة قد القرأة، رأس النيفة انقلب
تأريفه ) في الصفحة رقم 7 في قصة شوف القلب وهي القصة الوحيدة المرقمة). انتهى
يرى المحكم في فقرته الأولى من نتيجة التقييم أن قصة ام
رماد عبارة عن خاطرة أو مجموعة خواطر ولا ترتقي لتكون قصة، و(أم رماد) قصة يحكي
فيها الراوي لواحدة من اشهر الملكات النوبية ( أماني شيختو) عن ما حدث في السودان
من تغيرات – اتمنى ان تكون تغيرات طارئة – وهذا العمل في اعتقاد المحكم انه لا
يرتقي ليكون قصة ولكنه إن سئل عن عمل آخر مشابه إلى حد ما، ولاذكرعلى سبيل المثال
( رسالة إلى إيلين) الذي كتبها عبقري الرواية العربية استاذنا الطيب صالح ، لو سئل
نفس المحكم عن رأيه في النص لذكر بملء فمه أن ( رسالة إلى إيلين) من اجمل القصص
التي كتبها الأديب الطيب صالح!!.
الشيء الثاني فيما يتعلق باستخدامي للدارجية السودانية
والتي ادت لتوقف استطراد القارئ وقد تحتاج لحاشية كما ذكر، ربما يتحدث المحكم عن
استطراده هو، ثم إن استخدام العامية في النصوص الأدبية بشيء من الشمولية ليس
بالشيء المستحدث سبقني إليه كثر في الداخل او في المحيط العربي وسيلحق بي فيه
أخرون.
يشير المحكم ( ع.أ.) في فقرته الثانية إلى ( تنتهي هذه
القصة بعبارة ( منعول أبوك بلد) وهي عبارة شهيرة لكاتب سوداني معروف لم يعطه
الكاتب مزمل حقه الأدبي ولم يشر إلى أن هذه العبارة مأخوذه عنه ولم يقل بتصرف).
انتهى
المحكم يشير إلى استلافي لتعبير خاص باستاذنا الجميل:
سيد أحمد الحردلو في مجموعة قصصية له ولكن هذا المحكم نسي او تناسى ان تعبير (
منعول أبوكي ..بلد) أو ملعون أبوك .. بلد . هو تعبير سوداني يستخدمه السودانيين
للأسف للتعبير عن سخطهم تجاه السياسات الحكومية أو للبيروغراطية التي يتعرضون لها
في المصالح الحكومية وكون استاذنا سيد احمد الحردلو قد ادرجها في بعض منتوجه
الابداعي فهذا لا يعني انه مبتكر التعبير.
اشاد المحكم (ع.أ.) باستهلالية: (ناسك في محراب الغفوات)
التي ( استهل الكاتب القصة بشيء من التراث مما اضفى على القصة رونقاً خاصاً وطعماً
سودانياً اصيلاً). أود ان اوضح ان استهلالي للقصة بإحدى اغاني العاب الاطفال لم
تضفي على النص طمعاً سودانياً اصيلاً وذلك لأن كلمات الأغنية في عمومها مأخوذة من
الدارجية المصرية وهذا من باب تأثرنا بالثقافة المصرية بحكم العلاقات التاريخية والاستعمار
الثنائي وربما بحكم الجوار وعلاقات التزاوج والتجارة و..و..الخ الخ.
في الملحوظة الرابعة يكتب المحكم: ( ص 11 " ناس
المطافيء جو .. الحمد لله" "
الله يطلع ميتينك .. بس دا الفالحين فوقو" ... استفزاز مباشر ويمكن معالجة
الفكرة بأحسن مما هو عليه الآن. ... من هم؟). لم يذكر المحكم الجهة المستفزة بتلك الصورة المباشرة، كما انه
لو يوضح شكل المعالجة الأحسن.
الملاحظة الخامسة بشأن كلمة القد بكسر القاف حيث يرى
المحكم أن ( القد: جلد البقر غير المدبوغ وليس المدبوغ وذلك بعد تحويله إلى حبال).
سأتأكد من هذا المعنى من ( معجم العامية في السودان) لاستاذنا بروفسير عون الشريف
قاسم. وإن اتضح انني قد اخطأت في التعريف بالكلمة فلا غضاضة في ان اعدل في تعريفي
لها.
الملاحظة السادسة تفيد أن : ( مجموعة القصص لا بأس بها
إذا خلت من الأخطاء الإملائية والنحوية بالرغم من دارجيتها ما عدا بعض المواقع في
قصة كابتشينو وعشاء). انتهت فقرة المحكم ، ولا ادري لماذا احسست بأن تعبير: بالرغم
من دارجيتها، اشعرني أن دارجيتنا عورة، من الاجدر ان اواريها!!.
تشير الملاحظة السابعة والأخيرة إلى أن : ( إستعمال بعض
الكلمات الإنجليزية في القصة العربية مثل Depression " دبرسة" و" كونسرت " Concertونيجيتيف Negative هذه الكلمات ليست عربية ولا تمت للقصة العربية
بصلة هي وأمثالها).
لإحقاق الحق فإن كلمة كونسرت ليست
بالإنجليزية وإنما مستلفة من اللاتينية حيث ان نفس حروف هذه الكلمة وبنفس المعنى
وإن اختلف نطقها مستخدمة في الفرنسية ومرد ذلك لأن كلا اللغتين تنحدر من اللغة
اللاتينية. وهذا حديث آخر. أما اشارته لأن هذه الكلمات ليست بالكلمات العربية هذا
من باب الاسهاب ونافلة القول، أما بشأن الإشارة بأنها : (.. ولا تمت للقصة العربية
بصلة هي وأمثالها). أود ان اذكر المحكم ( ع.أ.) أن تداخل الثقافة العربية مع
الثقافات الأخرى ايام الدولة العباسية واثر حركة الترجمة إلى العربية، ادخل عدداً
من الكلمات إلى الحقت باللغة العربية وهي ليست بعربية مثل عدد من الكلمات التي
جلبت من الفارسية مثلاً وفي بالي وصف للمرأة المؤمسة بكلمة تعني في الفارسية
المركوب وهو النعل الجلدي ولا اود ان اذكر نص الكلمة ها هنا.
ولكن السؤال المهم: ماهي العلاقة
بين استخدامي لكلمات غير عربية وبين القصة العربية؟ وهنالك سؤال فرعي بشأن القصة
العربية نفسها بشكلها الحالي، هل هي منتوج عربي خالص أم إنها منقولة عن المدارس الأوربية
حيث ان العرب اشتهروا بارتجال الشعر وليس بكتابة القصة.
لانتقل للملاحظات الفرعية من نتيجة
التقييم والتي ابتدرها المحكم ( ع.أ.) بأن: ( أرى أن يتم إرجاع الكتاب لصاحبه
ليقوم ببعض الاصلاحات فيه مثل: تغيير اسم الكتاب إلى " قصص قصيرة وتداعيات
وخواطر" ثم ترتيبها إلى جهة أو: فصل القصص القصيرة عن الخواطر والتداعيات وله
ما يشاء ). انتهى
هذا اشبه بأن اقول لشخص ما يجب ان
تسلك الطريق ( أ ) أو الطريق ( ب) ثم الحق الزامي هذا بعبارة : ولك ما تشاء. !!!.
الملاحظة الفرعية الثانية تشير إلى
أن : ( مجموعة القصص القصيرة تحتوي على ما يؤهلها كقصة قصيرة من عناصر القصة
ومقوماتها مثل الحدث والبيئة والشخصيات واللغة إلا أن الاسهاب والتوغل في الرمزية
كاد أن يطغى على بعض المقومات مثل الحبكة ولحظة التنوير ). انتهى
رغم انني قارئ نهم منذ نعومة
اظفاري وحتى لحظة كتابة لهذا المقال إلا انني اعترف بأنني لم افهم تماماً ما يعنيه
هذا التعبير: ( لحظة التنوير ). وكنت اعد ان تعبير التنوير يستخدم في الاشارة
للحراك الثقافي او المجتمعي الذي ينتهجه المفكرين الرواد مثل مارتن لوثر كنج وغيره
أو الذي تحدثه احزاب اليسار – بمعناه الاشمل – في مجتمعاتها. ثم من قال ان
الشخصيات هي من مقومات القصة القصيرة !!!.
الملاحظة الفرعية الثالثة تقول: (
على الكاتب أن يعطي الأخرين حقهم الأدبي في المثال المشار إليه "2"
وغيرهم في كل اجزاء الكتاب). انتهى .. لن اتعرض لهذه الملاحظة بالتعليق حتى لا
اكرر ما ذكرته سابقاً كما فعل المحكم ها هنا .
الملاحظة الفرعية الرابعة تتعلق
بشكل الكتابة : ( الترقيم ومراجعة الحاشية وتصحيحها). اتفق مع المحكم في ذلك
وسالتزم بمراجعتها وتصحيحها إن لزم الأمر
ينصحني المحكم ( ع.أ.) في الملاحظة
الفرعية الخامسة : ( تجنب الكلمات غير
العربية حتى تتسع دائرة انتشار القصة)!!!. ما علاقة استخدام الكلمات غير العربية
باتساع رقعة القراءة؟!!
الملاحظة الفرعية الخامسة يطلب
فيها المحكم مني ( إعطاء حاشية للكلمات الدارجة لنفس السبب أعلاه وتجنب اللغة
المحلية ما أمكن). انتهى... كيف يطلب من المحكم اضافة حاشية للكلمات الدارجية ثم
يطلب مني تجنبها؟!. وماهو الفرق بين الكلمات الدارجة واللغة المحلية؟!. أود ان
اشير ان ما اكتب هو قصة وليس معجم حتى الحقه بالحاشية التي توضح معاني الكلمات!.
ومن المعروف ان الشرح الكثير للكلمات يؤثر على متعة قراءة النص في اعتقادي ولا يدع
للقارئ/ة مجالاً لإعمال فكره.
الملاحظة الفرعية السادسة يطلب
فيها المحكم مني : ( تجنب الاستفزاز المباشر لأن من أهداف الأدب الرقي بالمجتمع
وتخليصه من الشوائب التي فيه ودفعه للأمام ). انتهى
هل الاستفزاز المباشر كان للمحكم
أم لمن؟ لم يوضح لي المحكم الجهة المستفزة رغم اعادته للتعبير نفسه (الاستفزاز
المباشر) والذي ذكره في الصفحة السابقة من نتيجة تقييمه!. ثم من قل ان من اهداف
الأدب ( الرقي بالمجتمع وتخليصه من الشوائب التي فيه ودفعه للأمام)؟!!!. بهذا
المفهوم لابد للمحكم ( ع.أ.) ان يستبعد بعض اسهامات ابو نواس الادبية فهي لم تهدف
لرقي المجتمع ولم تخلصه من الشوائب، حيث أن جزء كبير من ادب ابي نواس يتحدث عن
مغامراته مع الغلمان!!. ولنفس السبب لابد للمحكم ان يستبعد العمل الفارسي البديع (
ألف ليلة وليلة ) من الادب لأنه لم يحقق تخليص المجتمع من الشوائب. ولم تدفعه لا
إلى الأمام ولا إلى الخلف. وإذا كان الحديث عن المجتمع السوداني هل اسهمت رائعة
عبقري الرواية العربية ( رسالة إلى إيلين) في رقي المجتمع او تخليصه من الشوائب او
دفعه إلى الأمام.؟!!. والسؤال الاكثر اهمية: ماهي هذه الشوائب التي يسعى الأدب
لتخليص المجتمع منها؟. وبذات القدر لابد للمحكم ان يستبعد نصوص كثيرة من اشعار
المدرسة الأمدرمانية او ما تواضع على تسميته بأغاني الحقيبة، لأن فيها ترسيخ لفكرة
أن المرأة عبارة عن جسد يشتهى وينظر لها كانثى وليس كإنسانة في المقام الأول!.
آخر ملاحظة يتفضل فيها المحكم علي
بأن ( يعطي الكاتب حقه بعد استيفاء الشروط أعلاه)!!!. ثم يورد المحكم اسمه في الركن
الشمالي للورقة الثانية مزيله بتاريخ 2/5/2013م. مما جعلني اعتقد ان المحكم يخلط
بين كتابة التقييم وكتابة الرسائل!!.
فيما يتعلق بمجموعتي القصصية:
-
استخدم المحكم في اعتقادي بعض
التعابير الحادة في تقييمه للعمل متناسياً أن للغة مترادفات لطيفة تشير لذات
المعنى.( يمكن للقارئ/ة الرجوع لنصوص التقييم التي اوردتها بحذافيرها). هذا العنف
اللفظي او اللغوي – إن جاز لي التعبر – جعلني اشعر بشيء من شخصنة التقييم ولعل مرد
ذلك اختلافي الفكري او الايدولوجي او السياسي بشيء من التعميم مع المحكم او تزّلف
المحكم للمجلس الأعلى للمصفنات الأدبية والفنية والتزامه بنهج المشروع الحضاري.
-
يخلط المحكم بين الأديب والمصلح
الاجتماعي فيطالبني بأن التزم جادة الطريق، ويطالبني بتوجيه المجتمع نحو القيم
العليا والمثلى!. اعتقد انه لو قدم للسيد
( ع.أ.) رائعة عم خيري شلبي ( موال البيات والنوم ) لقذف بالعمل من النافذة وعده
من الاعمال التي تضيف على المجتمع شوائب كثر وتدفعه للسير قهقرى.
-
يخجل المحكم من الدارجية السودانية
ومن اللهجات المحلية الأخرى التي تنتمي لقبائل سودانية بعينها ويطلب مني ان اخجل
مثله!.
-
السيد ( ع.أ.) يصف بعض قصصي في هذه
المجموعة بالخواطر ولا يجد حرجاً من الحاق هذه الكلمات بقصتي القصيرة جداً (تداعيات) فيضيف الكلمة بقلم الرصاص ليصبح اسم العمل ( تداعيات وخواطر). لا ادري
لماذا حينما قرأت هذا العنوان، تذكرت مواضيع الانشاء في مرحلة الدراسة
الابتدائية!.
-
في اعتقادي ان المحكم ( ع.أ.) لم
يقيم مصنفي الأدبي بل حاكمه وفق مرجعيته الايديولوجية ولم يتعامل معه على اساس انه
نص قصصي!. وإن كان للسان ذلة فللقلم كذلك، فقد افلتتت من المحكم كلمات اوضحت ما
يعتمل في صدره تجاه بعض ما اكتب، حيث يرى ان فيه استفزاز مباشر ينصحني بتجنبه. ثم
يدعوني للمساهمة معه ومع من يقف خلف ايديولجيته او يرعى مصالحه بأن التزم جادة
المشروع الحضاري التي ينتهجه نظام الخرطوم!!!.
-
محاولة تدجين الأدب والأدباء هي
سياسة قديمة اتبعتها حكومة الانقاذ، فاحتفاء نظام الخرطوم بجائزة الطيب صالح التي
ترعاها إحدى شركات الاتصال بالسودان والتي تحظي جلساته الختامية بشخصيات من رأس
نظام الخرطوم ومبالغتها في الاحتفالية بشخصية الطيب صالح ممثلة بحضور النائب الأول
لرئيس الجمهورية السيد علي عثمان محمد طه لتسليم الفائزين بالجائزة النقدية
للمسابقة. لا يغفر هذا السلوك لنفس النظام حرقه لكتابات الطيب صالح بباحة جامعة
الخرطوم وحذفه لرائعته ( موسم الهجرة إلى الشمال) من المنهج الدراسي لكلية الآداب
بالجامعة.
-
من سخرية القدر ان نفس هذه
المجموعة القصصية كانت قد اجيزت من قبل لجنة مماثلة يترأسها أديب سوداني معروف،
أوصت بطباعة هذه المجموعة على نفقة ( الخرطوم عاصمة للثقافة العربية لسنة 2005م)
!!. وكنت قد تقدم بها للمجلس الأعلى للثقافة والفنون وهي الجهة الرسمية المنوط بها
متابعة فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية لسنة 2005م. وجاءت فكرة اشتراكي في
الفعالية تحقيقاً لرغبة استاذنا الأديب
محمد المهدي بشرى الذي نصحني بنشر هذه المجموعة في حديث لي معه بمكتبه بمباني معهد
الدراسات الافريقية والأسيوية التابع لجامعة الخرطوم.
-
الحمد لله ان المجموعة القصصية لم
تنشر في اطار الخرطوم عاصمة للثقافة العربية لسنة 2005م لسببين اولهما انني اعدت
كتابة جميع قصص المجموعة قبل ان انشرها وبشيء من الفخر عبر موقع الحوار المتمدن
والحمد لله مرة اخرى انها لم تنشر في تلك الفعالية لأن جميع ما نشر فيها كان لكتاب
محسوبين على النظام أو إعادة طبع لأعمال سابقة مثل طبع ديوان الخليل الذي قام
بتحقيقه بروفسير علي المك، أو دواويين شعراء المدرسة الأمدرمانية ( شعراء
الحقيبة). والحمد لله للمرة الثالثة ان المجلس الأعلى للمصنفات الأدبية والفنية لم
يجيز منتوجي هذا حتى لا يتفضل علي أمثال هذا المحكم بإجازة العمل بعد أن اتنازل عن
بعض مما كتبت وأدجن عملي وفق النهج الحضاري لنظام الخرطوم.
مزمل الباقر
4يونيو2013م
Comments