صرخة الحجر الفلسطيني



صرخة الحجر الفلسطيني


والد رضوان ووالدته في طريقهما إلى الحج .. بينما زوجة رضوان في شهرها الأخير والجميع يرتقب مولدوها الأول .. سيتمنونه ذكراً .. في الغالب .. ويصر الجد على رضوان ان يسمي ابنه مظلوم كي يرد الظلم عن أبناء شعبه.... بعد وداع طويل يرافق رضوان ابويه إلى نقطة العبور .. ليجدون الجيش المحتل على نقطة العبور يمارس سلطته ويتذرع الحيل حيث هنالك اوامر بمنع الفلسطيين من التوجه للحج بشتى السبل .. أثناء ذلك يتلقى رضوان اتصالاً من إحدى الجارات تخبره أنا مريم زوجته تعاني آلام الطلق ... فيودع والديه مجبراً.

احد الحجاج من كبار السن يقعي على الأرض بعد أن هدت قواه فيقدم له والد رضوان قنينة الماء الوحيدة التي يحملها فيشرب منها ويعيد الباقي لوالد رضوان ويحدث نفس الشيء مع والدة رضوان فيعيطيها زوجها ما تبقى من الماء .. اثناء يدفع احد الجنود الاسرائيلين كهلاً بحجه ان اوراقه غير مكتمله وعليه ان يعود إلى منزله ويحدث نفس الشيء مع والد رضوان فتحدث مشادة كلامية بين الأثنين فوالد رضوان يصر على أن أوراقه مكتمله والجندي الاسرائيلي يزعم ان العكس هو الصحيح وتتصاعد الأحداث حيث ان الجدال فيفضي بأن يضرب الجندي الأسرائيلي والد رضوان بحافة بندقيته في رأسه مما يؤدي لمفارقة الأخير للحياة .. تتعالى الأصوات وسط ذهول ام رضوان وجزعها ينتهى الأمر بأن يفض الجنود الاسرائليين المظاهرة ويعود الحجاج إلى منازلهم دون حج

مستعيناً بسيارة إحدى اصدقائه يصطحب رضوان زوجته مريم للمستشفى ..يرفض الجنود الاسرائليين دخول مريم إلى المستشفى .. فتعدو الأخيرة إلى منزل مهجور لم تبقى منه سوى حجرة وسط صيحات الجنود الاسرائلين طالبين منها العودة .. تدخل مريم الحجرة تدخل يدها في حجرها وبعد معاناة كثيرة تنجح في اخراج الطفل من بطنها .. غير أن اشد المشاهد إيلاماً عندما ادنت الطفل من سطح الأرض واستعانت بحجر كيما تسحق به الحبل السري مع أديم الأرض لتقطعه

يسرع رضوان لزوجته حينما يتعالى صراخ المولود .. يعد أن يطمئن على سلامته يحمل طفله بكفيه في مشهد درامي مغادر برفقة زوجته الحجرة المتهالكة وبكل ما اوتي من علو صوته يهتف وقد حمل طفله بكفيه ورفعه عالياً كما يحمل لاعبي الكرة كأس بطولة .. وصرخ: (حأسميه مظلوم عشان رح يرفع ها الظلم عنا ..( لكن فرحته لم تكتمل لأن أحد الجنود الإسرائلين اطلق رصاصة على المولود فأصابته في مقتل ... تجن مريم ويختل عقلها وتهيم على وجهها

كوثر شقيقة رضوان تعود من الخارج تحملها الأماني بقدوم ابن رضوان البكر ولكنها تفجع بوفاه ابيها وطفل رضوان .. يشاهدها جارها حسين اثناء العزاء فتؤجج نار حب منذ ايام الطفولة .. حب من طرف واحد .. من سخرية القدر ان حسين متزوج من صديقة كوثر .. ياسمين وأب لعدد من الأطفال

بعد انقضاء ايام العزاء .. يصارح حسين كوثر بحبه فترفضه باعتبار انه تعده أخاً لها .. أثناء ذلك يراهما رضوان . .فيظن بهما الظن ويقتاد كوثر إلى المقابر حاملا مسدسه كيما يضع حداً لحياتها .. يلحق به حسين في اللحظة الأخيرة فيتشاجر رضوان مع حسين ويلطمه في وجهه حتى يدميه .. يطلب حسين من رضوان ان يزوجه كوثر .. تصرخ كوثر لأنها لا تريد حسين زوجاً لها .. تهدأ ثائرة رضوان ويرضخ .. يحدد يوم العرس .. تتوتر العلاقة بين الصديقتين ياسمين وكوثر على خلفية قرار حسين ..

تهرب كوثر حتى لا تتزوج من حسين .. يستوقفها الجنود الاسرائليين في نقطة العبور من قطاع عزة .. تحبس لأنها تريد ان تسافر دون اذن من السلطات الاسرائلية .. يحاول الجنود الاسرائلين مصطحبين كاميرا ديجيتال اغتصاب كوثر تقاومهم بشده يأتي احد الضباط الاسرائليين ويوقفهم .. يستوجب كوثر يعجب بها كثيراً فيقرر اطلاق سراحها .. أحد القادة الاسرائليين يطالب احد الضباط بأن يمضي بكوثر إلى مكان ما ويطلق سراحها لأنها هنالك اعتقاد ورأي عام وسط الفلسطينين ان اي فلسطينية يتم القببض عليها من قبل الجنود الاسرائلين تغتصب ويطلق سراحها... لذلك يقوم افراد المقاومة الفلسطنينة باستصطحاب هذه الفتاة التي تقع في قبضة العدو الاسرائيلي إلى المقابر كيما يتم اعدامها رمياً بالرصاص لأن اهل عزة لن يتحملوا تبعات الشرف المهتوك .. يلحق الضابط الاسرائيلي الذي تصاعدت وتيرة الإعجاب في قلبه .. يدرك زميله فيقتل السائق ويأخذ منه كوثر، وحينما يعترضه زميله يضربه بحافة مسدسه فيذهب بوعيه..
مصطحباً كوثر إلى مكان بعيد يأمرها بأن تغادر العربة وكوثر طوال تلك الأحداث تبدي شجاعة نادرة وتعلم جميع من لاقته من الجنود والضباط الأسرائليين مقتها لهم .. بعد ان تغادر العربة وبعد حوار قصير يفك الضابط الاسرائيلي قيد كوثر وسط دهشتها مستعينا بخنجر .. ويأمرها بأن تغرب عن وجهه ويطلق عدداً من الطلقات في الهواء

تقسم كوثر بأغلط الإيمان ان شرفها لم يتهك وأنا لم تزل بعد عزراء .. لكن من يصغي لها .. يدفعها افراد المقاومة لمرافقتهم إلى المقابر وسط هتافات اهل غزه الذين لحقوا بالركب منددين بكوثر وممجدين لفلسطين .. قبل الشروع في اعدام كوثر يتكرر نفس المشهد يأتي حسين لإنقاذ كوثر صارخاً في الجميع: ( بترجاكم تتركوها كوثر شرفي ورح يكون العرس الخميس الجاي.. (

تتعمق الجفوة بين ياسمين وكوثر .. يأتي يوم العرس يطلب الضابط الاسرائيلي المتيم من أحد جنوده ان يتنكر في زي أهل عزه ويعمل مسدسه ويطلق رصاصتين في العرس متدعياً ابتهاجه كيما يتيح للجنود الاسرائليين مداهمة بيت العرس بدواعي امنية ..

يتتحقق للضابط امنيته ويداهم اهل العرس باحثاً عن كوثر .. يعوث في الأرض فساداً فيتصدى له حسين فيرديه برصاصة في كبده .. ويقتاد حسين وطفلته الكبرى دون العاشرة من العمر ويخبرهم بلهجته الفلسطينية انه لن يسلمهم الأسرى إلا في حالته قدوم كوثر

يقتاد حسين وطفلته إلى حقل ملئ بالألغام .. يحكي حسين وقد وضع على وجهه غطاء أسوداً . يروي لابنته حكايا اثناء ذلك كيما يسليها ويذهب عنها حزنها .. تلحق بيهم ياسمين .. وتجزع لحال زوجها وابنتها .. تشاهد الطفلة امها فتعدو نحوها يطالب حسين وياسمين ابنتيهما بأن تتوقف .. يحاول حسين ان يلحق بطفلته فيضغط على لغم مثبت في الأرض فينفجر فيه .. تهلع الطفلة وتركض مجدداً نحو أمها وسط صيحات ياسمين طالبه منها ان تتوقف .. غير ان الصبية تلقى مصير ابيها .. تجزع ياسمين فتعدو نحو ابنتها يدركها احد الجنود الاسرائيلين ويوجهه فوهة مدفعه الرشاش نحو وجهها الممتليء بآهاتها ودموعها وحزنها .. تلحق بهم كوثر حاملاً معها مدفعاً ر شاشاً تحصلت عليه اثر معركة قصيرة مع احد الجنود

رغم اصابتها في ساعدها الأيمن تنجح كوثر في تسديد طلقة قاتلة لذلك الجندي الاسرائيلي الذي يقف جوار ياسمين .. تلحق كوثر بياسمين وتجبرها على مغادرة المكان قبل ان يأتي الدعم الاسرائيلي .. نكتشف ان ياسمين قد غيب الذهول ادراكها فتضطر كوثر لصفعها حتى تصغي لها .. يلحق الجنود الاسرائليين بكوثر وياسمين وقبل ان يعتقلوا الفتاتين تنفرج السماء عند ثلة من افراد المقاومة وتدور معركة صغيرة بين الاثنين

تظهر مريم في كادر الكاميرا في مشهد اخر على مبعده من حقل الألغام وتنجح في قتل احد الجنود الاسرائيلين قبل ان تحاصرها عربة محملة بالجنود الاسرائليين ويعتقلونها ونشاهد بعد قليل محاولات ثلاثة جنود اسرائيلين اغتصاب مريم في احدى المصانع المهجورة

هذه بعض مشاهد العمل الدرامي التركي الذي صورت احداثه في قطاع عزه ولم تصور في مدينة للانتاج الدرامي بأنقره او اسطانبول مثلاً .. في غياب تام للدراما العربية بأستثناء السورية منها .. التي غضت الطرف تماماً عن القصية الفلسطينية في ظل انظمة عربية تكتفي بالنذر اليسير من التنيد وعقد مؤتمرات حالها حال ( تمخض الجبل عن فأر ) .. علمت ان هذا العمل ( صرخة حجر ) في عرضه الأول أدى إلى تدهور العلاقات التركية الاسرائيلية واستدعاء السفير التركي من قبل الحكومة الاسرائيلية .. اعتقد أن مسلسل ( صرخة حجر) جدير بالمشاهد. 


مزمل الباقر
امدرمان في 28مارس2010م 

Comments