وردة حمراء من أجل مارغريت
وردة
حمراء من أجل مارغريت
هذه
قصة بدون تاريخ عفواً لا أعلم تاريخها بالتحديد . عنوانها مقتبس من عنوان قصة
لأديبنا الرائع عيسي الحلو (وردة حمراء من أجل مريم) . للأسف العنوان المقتبس ليس
الاسم الحقيقي للقصة موضوع المقال .. ما هذا قصة
بلا تاريخ وبلا عنوان ؟! .
أعذروني !!!
(مارغريت
......) ممرضة أمريكية تضطر بحكم عملها أن تنتقل لأحياء شعبية فقيرة حتى ساعات
متأخرة من الليل. في أحدي المرات أتت بيتاً فقيراً معبأ بالأطفال وامرأة مسجاة فوق
سرير قديم، كانت شاحبة الوجه بملاءة حقيرة تغطي صدرها اللاهث الأنفاس باختصار كانت
امرأة حبلي ثم أجهضت ما ببطنها عمداً لضيق ذات اليد.
أنقذت
الممرضة البارعة (مارغريت .....) حياة الأم لكنها لم تجب علي سؤالها حول ماذا تفعل
لتفادي حدوث ذلك مجدداً ؟ . اعتذرت (مارغريت .....) بلباقة عن الإجابة فليس ذلك من
تخصصها وباستطاعة دكتور (فلان) أن يخبرها.
وفي لحظات مؤثرة تلح
المرأة وعيناها تلمع بالدمع: ( انه رجل ولن يفهمني مثلك أرجوك أخبريني بالسر !! )
. تؤكد لها (مارغريت .....) بأنها لا تستطيع . عندها يدخل الدكتور (فلان) بعد أن
عاين الحالة ، طلب من الأم أن تهتم بصحتها وعندما تسأله سؤالها الذي سبق أن طرحته
علي الممرضة . يجاوبها الدكتور في وقاحة ملحوظة: ( دعي زوجك ينام علي السطح!!) .
في
طريق العودة يشيد الدكتور بالدور البطولي لمارغريت ، غير أن الأخيرة تشير للدكتور
بأنه لابد من وجود وسيلة لمنع حدوث هذه الكارثة السابقة مجدداً .
أصرت (مارغريت ....) علي
موقفها رغم نصيحة زوجها الدكتور (فلان) بأن تنسي الأمر لأنها ستقع تحت طائلة
القانون الأمريكي وتعرض نفسها للملاحقة الحكومية لا محالة (نعرف من أحداث الفيلم
أن عدد الوفيات أثر عمليات الأجهاض المتعمد وكذلك أثر الولادات المتكررة في تزايد)
.
تتحصل
(مارغريت ....) بعد لأي علي صاحب مطبعة يمكنه أن يطبع كتاب الممرضة مارغريت حول
تنظيم النسل . يوزع الكتاب وينتشر بسرعة لكن عائده يكون وبالاً علي صاحب المطبعة
الذي يحرم من عمله ويحاكم وتنجو مارغريت من السجن أثر هروبها لإنجلترا بواسطة مرشح
الحزب الإشتراكي الذي أيد موقفها وكانت مارغريت وزوجها علي علاقة وثيقة بالحزب
واجتماعاته .
تعود
(مارغريت .......) إلي أمريكا بعد وفاة صاحب القوانين الرجعية التي تتعارض مع
فكرتها وغيرها من الأفكار التنويرية . وتكتشف أن زوجها قد أفرج عنه وكان قد سجن
بسبب كتابها إلا أن أبنتها الصغيرة تصاب في غيبتها بالسل وتموت. لكن مسيرة التوعية
لا تموت بفضل جهود امرأة تدعي مارغريت كانت تزاول مهنة التمريض في أحياء يسكنها
فقراء أمريكا .
هل
أخبركم بحلمي ؟! إنني لا أحلم بسودانية تكون أول امرأة تقف ضد قانون جائر يضطهد
المرأة . حلمي جد متواضع .. أحلم بسودانية تكون صاحبة الفضل في القضاء نهائياً علي
تلك البشاعة التي تسمي التشويه الجنسي للأناث حسب التسمية الدولية و يعرف بالخفاض
والختان عادة . أحلم بتلك السودانية التي تقضي علي هذه الجريمة بكل أنواعها
وأشكالها بعيداً عن الأسم المتحذلق (ختان السنة) إذ أنها تسمية مجازية .. عفواً
تسمية ليس لها دليل في الكتاب أو السنة ولا في الأثر النبوي حتى.. هل لي أن أحلم
بتلك السودانية التي سيخلدها التاريخ بنجاح حملتها في القضاء التام على تلك العادة
الفرعونية سيئة الذكر!!.
*نشر بالحوار المتمد - العدد 4158 بتاريخ 19يوليو2013م بالرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=369276
Comments